عندما أوكل الرئيس الموريتاني مهمة قيادة الفريق الحكومي للمهندس الوزير الأول يحيى ولد حدمين، كان يدرك أهلية الرجل لهذه المأمورية، وقدرته على القيام بالدور المنوط به في ظرفية محلية وإقليمية بالغة الصعوبة.

 فالوزير الأول الحالي شخص يتمتع بكفاءة عالية، وثقافة واسعة، ورصيد معرفي معتبر.. فقد بدأ ولد حدمين مساره المهني منتصف سبعينيات القرن الماضي، ومنذ ذالك التاريخ وهو يرتقي السلم الوظيفي بكفاءة واقتدار، إلى أن عين وزيرا للتجهيز والنقل خلال المأمورية السابقة، وهي الوزارة التي تولت تنفيذ 50% من برنامج رئيس الجمهورية، فقد شقت الطرق، وبنت المطارات والموانئ.. إلخ

ولأن هذه المكاسب التي تحققت فاقت ماهو متوقع فقد قرر الرئيس ترقية ولد حدمين لمنصب أرفع وهو قيادة الحكومة لتنفيذ برنامج المأمورية الثانية، وهو من أكثر الوزراء الأوائل خبرة، وكان من أوائل من باركوا التغيير بل وعملوا من أجله منذ العام 2005 وحتى اليوم.

ويتوقع العديد من المراقبين نجاح الرجل في المهام الموكلة إليه بالنظر إلى سجله العملي المشرف، وأغلبية الطاقم الوزاري التي تتمتع بالكفاءة العالية والحيوية والاستقامة.

ولد حدمين دشن مأموريته الحالية باستعداد الحكومة للحوار مع المعارضة، وبحملة النظافة الأولى من نوعها في تاريخ البلاد، وبإطلاق عدد من المشاريع التنموية في شتى المجالات تزامنا مع الذكرى الـ54 لعيد الاستقلال الوطني.

ولاشك أن الأشهر والسنوات القادمة ستبرهن على أن اختيار ولد حدمين كان موفقا إلى أبعد الحدود.