حول قمتي نواكشوط وتهديدات الاتحاد الأوروبي

نجحت موريتانيا خلال اليومين الماضيين في تنظيم قمتين إقليميتين تعالجان قضايا الأمن والتنمية في منطقة الساحل والصحراء، وقد توصلت القمتان لقرارات مصيرية تعلق بأمن وتنمية شعوب المنطقة التي تقع ما بين اتشاد شرقا إلى السينغال غربا.

وتأتي القمة تتويجا للمسار الذي اختطته موريتانيا ونفذته في مجال محاربة الإرهاب والتنمية، وفق مقاربة اعتمدت ثنائية القبضة الأمنية والحوار مع الجماعات الإرهابية المسلحة، فضلا عن تنمية المناطق الأكثر فقرا، والقضاء على بؤر الفقر واستئصال التطرف بكل الطرق.

هي إذن فتح جديد في عالم الدبلوماسية الموريتانية يكلل مسيرة عام كامل من رئاسة الاتحاد الإفريقي، عملت فيه القيادة الوطنية ممثلة في الرئيس محمد ولد عبد العزيز على إحلال إفريقيا مكانها الطبيعي كواحدة من أهم قارات العالم .

ويمكن القول إن نجاح موريتانيا في هذا المسار كان دافعا لبعض القوى المعادية لإثارة ملفات داخلية وخارجية بهدف التشويش على هذه المكاسب الدولية، التي بوأت موريتانيا مكانة متقدمة، في المنطقة العربية والإفريقية، ومن هذه الملفات ما عرف باتفاقية الصيد بين بلادنا والاتحاد الأوروبي التي تزامنت المفاوضات حول تجديدها مع تصريحات أطلقها أروبيون تضامنا مع الناشط بيرام ولد اعبيدي الذي يوجد الآن في عهدة القضاء، وكأن الغرض من هذه الضجة هو التشويش على المفاوض الموريتاني أثناء المفاوضات..

لكن الذي يجب التذكير به في هذا المجال أن موريتانيا دولة ذات سيادة، لها قضاؤها المستقل، وسلطتها التنفيذية التي تتخذ ما تراه مناسبا من قرارات جلبا للمصلحة العامة للبلاد والعباد.

وكان على الأوروبيين تبييض صفحاتهم السوداء بتجارة الرقيق وجلب العبيد من إفريقيا في سفن متهالكة، غرق نصفحها في عرض البحر ووصل نصفها الآخر محملا بالعبيد الذين أداروا مصانع الغرب وزرعوا الأرض وحفروا الخنادق وحملوا السلاح، حتى نهضت أوروبا اقتصاديا وتحررت عسكريا بفعل هؤلاء العبيد..

ويحتفظ التاريخ للأوربيين أنهم أول من باع العبيد وسن قوانين تنظر إليهم على أنهم من جنس آخر غير جنس البشر.

التفتوا إلى أنفسكم أيها الأوربيون وكفروا عن خطاياكم التي لا تحصى وفي مقدمتها تجارة الرقيق واستعمار الشعوب وإذكاء الحروب..

محمد سالم ولد الهيبة

أحد, 21/12/2014 - 00:05

          ​