افتتاحية "اتلانتيك ميديا"

نجح اتحاد المواقع الالكترونية مساء أمس في تنظيم ندوة جمعت مختلف الطيف السياسي والإعلامي في البلد وناقشت بهدوء موضوعا مهما يتعلق بالدور الذي يجب ان يلعبه الإعلام في محاربة التطرف.

غير أن الدرس الذي يخرج به المراقب لمسار الحضور ونوعية المشاركين يوضح أن طبقتنا السياسية والإعلامية واعية بحجم التحدي ولديها الاستعداد لمواجهة الأخطار التي تتهدد الوطن، ولذلك فإنها حضرت بجميع رموزها ولبت الدعوة، زعيم مؤسسة المعارضة، رئيس منتدى الوحدة والديمقراطية وأمينه التنفيذي ، زعيم قوى التقدم، نائب رئيس تواصل، والمستشار الاعلامي لرئيس الجمهورية الذي يمثل أكبر هرم في البلد.وحده الحزب الحاكم قاطع الجلسة التي دعي لها، واكتفى بمشاركة خاصة من بعض الأطر والبرلمانيين الذين حضروا بصفاتهم الشخصية، دفاعا عن مشروع دولة كان يجب ان يكون من هم في الموالاة في مقدمة المشاركين في توطيده.إن سياسة الكرسي الفارغ التي ينتهجها هؤلاء اليوم ستعيد البلاد إلي المربع الأول، وهو ما حاربناه طيلة الفترة الماضية وتحملنا الأمرين من أجل ان يتم القضاء عليه من خلال اختيار أطر شابة لديها الحماس وقوة المبادرة من أجل تجسيد المشروع الذي يسعى رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز لتطبيقه، مشروع ينتشل الدولة من أنياب الانتهازيين وصراعات اللوبيات التي أشاعت الفساد والزبونية وأقصت جميع الكفاءات، وخدعت السلطة بالشعارات البراقة والكلام المعسول.مشروع يسعى إلي جمع كل الموريتانيين والحوار معهم، على اعتبار اننا قد نختلف في الطرح غير أننا نتحد حول المصلحة العامة للبلد التي تصون أمنه واستقراره، ولن يتم ذلك إلا بتكاتف جهود الجميع معارضة وموالاة، ويقع الدور الأكبر على الحزب الحاكم الذي يبدو أن "الثقة" في مناضليه دفعته إلى محاربة المخاطر بمفرده وبخطاب واحد.

غير أن ثقتنا في المشروع الذي يحمله رئيس الجمهورية تجعلنا ندق ناقوس الخطر قبل ان يستفحل الأمر ويتم تحريف المسار، فيبدو أن هناك أياد خفية تريد تعطيله ويجب التصدي لها قبل فوات الأوان.

محمد سالم ولد هيبه

جمعة, 26/12/2014 - 19:53

          ​