فقد بلد المليون شاعر علما من أعلام الفتوة وواحدا من أسود الصحراء البلغاء، وناقدا لبيبا، وأديبا أريبا ،هو الشاعر والمحدث الملهم محمد ولد عبدي، فكأن أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب المتنبي الكندي الكوفي العراقي يعزي الأمة العربية الإسلامية فيه حين قال في احدي مرثياته الرائعة :
إنّي لأعْلَمُ، واللّبيبُ خَبِيرُ أنْ الحَياةَ وَإنْ حَرَصْتُ غُرُورُ
ورَأيْتُ كُلاًّ ما يُعَلّلُ نَفْسَهُ بِتَعِلّةٍ وإلى الفَنَاءِ يَصِيرُ
ما كنتُ أحسبُ قبل دفنكَ في الثّرَى أنّ الكَواكِبَ في التّرابِ تَغُورُ
ما كنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِكَ أن أرَى رَضْوَى على أيدي الرّجالِ تَسير
خَرَجُوا بهِ ولكُلّ باكٍ خَلْفَهُ صَعَقاتُ مُوسَى يَوْمَ دُكّ الطُّورُ
والشّمسُ في كَبِدِ السّماءِ مريضَةٌ والأرْضُ واجفَةٌ تَكادُ تَمُورُ
والبأسُ أجْمَعُ والحِجَى والخِيرُ فيهِ السّماحةُ والفَصاحةُ والتّقَى
كَفَلَ الثّنَاءُ لَهُ بِرَدّ حَيَاتِهِ لمّا انْطَوَى فكأنّهُ مَنْشُورُ
وكأنّما عيسَى بنُ مَرْيَمَ ذِكْرُهُ وكأنّ عازَرَ شَخْصُهُ المَقْبُور
أو لكأن أَبا تَمّام حبيب بن أوس بن الحارث الطائي من قري حوران بسورية يرثيه حين قال:
فَتىً كانَ عَذبَ الروحِ لا مِن غَضاضَةٍ*** وَلَـكِنَّ كِـبراً أَن يُـقالَ بِـهِ كِـبرُ
مَـضى طـاهِرَ الأَثوابِ لَم تَبقَ رَوضَةٌ****غَـداةَ ثَـوى إِلّا اِشـتَهَت أَنَّـها قَبرُ
عَـلَيكَ سَـلامُ الـلَهِ وَقـفاً فَـإِنَّني ****رَأَيـتُ الـكَريمَ الـحُرَّ لَيسَ لَهُ عُمرُ
حري بالموريتانيين عموما وبوزارة الثقافة والأسرة الإعلامية والأدبية خصوصا أن تنشئ مركز دراسات وأبحاث يجعل من (رجل أمة) مدرسة بتعلم منه جيل واحد علي الأقل من أجيال المستقبل.
محمد الشيخ ولد سيد محمد
المدير العام لإذاعة موريتانيا