قال دبلوماسي غربي مقيم في نواكشوط إن هناك عدة أسباب وراء قرار المعارضة الموريتاية مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الـ21 من الشهر القادم، وفي مقدمة هذه الأسباب ضعف التمثيل الشعبي لأحزاب المعارضة، خاصة بعد التراجع الملحوظ في شعبية كبريات هذه الأحزاب خلال السنوات الخمس الماضية.
وأضاف الدبلوماسي الغربي في تقرير بعثه لوزارة خارجية بلاده، إن النظام الحالي ممثلا في الرئيس محمد ولد عبد العزيز نجح في سحب الخطاب السياسي للمعارضة الذي كانت تسوقه للرأي العام منذ تسعينات القرن الماضي، وحول هذا الخطاب في بعض جوانبه إلى واقع معاش على الأرض، كقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، والانحياز للطبقات الأكثر فقرا، واتساع مجال الحريات العامة والخاصة، وهي مطالب ظلت الشغل الشاغل للمعارضة لعقود طويلة.
وبمجرد تحقيقها فقد الخطاب السياسي للمعارضة التقليدية بوصلته، مما ساهم في تراجع الزخم الشعبي الذي كانت تحظى به، لهذا يقول الدبلوماسي الغربي إن قرار المشاركة في الانتخابات لم يكن ذا جدوى في ظل تنامي حضور ولد عبد العزيز، وبالتالي كان قرار المقاطعة أقل وقعا من هزيمة ساحقة كانت ستمنى بها في الانتخابات..