يشكل مهرجان المدن القديمة فرصة ثمينة لانتشال مدن موريتانيا التاريخية باعتبارها تشكل تراثا عالميا من طيات النسيان والإهمال الذي عانت منه كثيرا ولعقود طويلة.
واليوم يشكل اكتمال دورة المهرجان على هذه المدن فرصة للتعريف بها والتنويه بما تحتويه من كنوز تشكل متحفا حيا يحكي قصة ملحمة سطرها مجتمع الشناقطة خلال القرون الماضية تعكسها شواهد الآثارالحية في مختلف المجالات المعرفية،والتي تشكل مكتبات شنقيط الزاخرة بثقافة موسوعية عالمة تشي بما وصلت إليه المدن التاريخية الموريتانية من تطور وازدهار خلال القرون السبعة الماضية.
ويعطي إشراف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز شخصيا على انطلاق هذا المهرجان في نسخته الخامسة والثانية بالنسبة لمدينة شنقيط دفعا قويا عزز إقبال المواطنين عليه مما جعل هذه المدن تحقق أكبر مردود اقتصادي،يعكسه حجم الإقبال سواء من حيث المشاركين أو من حيث نوعية المشاركات في الأنشطة التي تنظم في إطار هذا المهرجان.
وقد بدأت مدينة شنقيط الاستعداد لتنظيم مهرجان المدن القديمة من خلال معروضات الصناعات التقليدية والتمور علاوة على رواج تجارةالمواشي نظرا للعدد الكبير من الزوار والمشاركين في هذا المهرجان إضافة إلى حجز مئات المنازل وفتح المحلات التجارية استعدادا لتلبية الاحتياجات التي ستتضاعف خلال أيام المهرجان.
ولتسليط الضوء على المزايا التي سيحققها سكان مقاطعة شنقيط من مهرجان المدن القديمة التقت بعثة الوكالة الموريتانية للأنباء بحاكم المقاطعة السيد إزيد بيه ولد الشين الذي أوضح أن المهرجان سيوفر لسكان المدينة مزايا اقتصادية وتنموية ستطال مختلف المجالات.
وأضاف أن المهرجان تميز هذه السنة بتدخل عدة قطاعات في مختلف المجالات التنموية بالمدينة حيث تم توفير المياه بصفة كافية وكذلك تقوية المولدالكهربائي بها واستصلاح 30 هكتارا لحماية المدينة من زحف الرمال.
وأشار حاكم مقاطعة شنقيط إلى أن الإجراءات المصاحبة للمهرجان التي قامت بهاالحكومة شملت أيضا ضخ 40 مليون أوقية لتحسين وضعية المساكن المخصصة لاستقبال الضيوف.
بدوره أشاد نائب مقاطعة شنقيط السيد الشيخ أبراهيم ولد الطلبه بمبادرة رئيس الجمهورية بتنظيم هذاالمهرجان الذي يعتبر سنة حسنة سيسجلها له التاريخ نظرا لأهميتها في تنمية وترقية مدنناالقديمة التي كانت منسية.
وأضاف أن مدينة شنقيط تشهد هذه الأيام حركة تنموية كبيرة طالت مختلف المجالات التنموية من مياه وكهرباء وتوزيعات مجانية شاكرا رئيس الجمهورية والحكومة على هذاالمجهود التنموي الجبار وداعيا إلى ضرورة تقديم الدعم والمساعدة لمنمي المقاطعة التي شهدت نقصا كبيرا في الأمطار هذه السنة.
وأشاد سكان المدينة بفكرة المهرجان من الأصل معتبرين أن الفضل فيها يعود إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وتعبر عن عزمه على تنمية هذه المقاطعة وأخواتها من المدن القديمة الأخريات.
وأكدوا أن المهرجان يشكل أكبر دعم يقدم للمقاطعة نظرا لشمولية مزاياه وملامستها للجميع سواء كانوا مؤجرين أو عارضين أو منمين أو تجارا أو عمالا.
وفي هذا الإطار أشادت السيدة فاطمة بنت أحمين سالم وهي بائعة أدوات زينة تقليدية بفكرة تنظيم المهرجان الذي اعتبرته فرصة ثمينة لها ولزميلاتها من أجل بيع أكبر عدد ممكن من بضاعتهم.
وقالت إنها تتوقع أن يكون مردودهاالمالي من المهرجان الحالي أحسن مما حققته خلال نسخته الأولى التي جلبت لها مزايا مالية ،مشيرة إلى أن المهرجان يعد إضافة لعوائده الاقتصادية على المدينة فرصة لتقديم هذه المدينة التاريخية وما تحتويه من كنوز أثرية وعلمية وثقافية.
وأبرزت السيدة السالكة بنت بوطر فاية رئيسة اتحادية تعاونيات الوفاق أهمية المهرجان بوصفه ملتقى للتبادل التجاري والثقافي وفرصة لإحياء التراث والأصالة.
وأضافت أن المهرجان أصبح يشكل نقطةالتقاء سنوية لكافة المنتجات الوطنية خاصة في مجال الصناعات التقليدية مما يساهم في تطوير وتنويع المنتوج الوطني وتبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين في هذا الميدان.
وشكرت رئيس الجمهورية على الاهتمام الكبير الذي يوليه للمدن القديمة وللتراث والأصالة الشيئ الذي دفعه لاتخاذ مبادرة التنظيم الدوري لهذا المهرجان.
وبدوره اعتبر السيد محمد ولد أعبيدن تاجر تمور في المعرض المنظم على هامش المهرجان أن هذه المناسبة تشكل فرصة ذهبية لبيع كميات كبيرة من المنتوج المحلي من التمور على مستوى المقاطعة بصفة خاصة والولاية بصفة عامة، مطالبا بالأخذ بعين الاعتبار مستقبلا الفترة الزمنية للمهرجان من أجل زيادتها لتكون أسبوعين،وتفعيل المعرض التجاري من خلال تشجيع كافة الولايات للمساهمة فيه وعرض منتجاتها تعزيزا للتفاعل والتلاقي بين التجار في مختلف أرجاءالوطن.
وأشار السيد خطري ولد محمد وهو تاجر صناعات تقليديةإلى أن مدينة شنقيط استفادت كثيرا من تنظيم مهرجان المدن القديمة الماضي بها وهي تتطلع لتكون النتيجة هذه المرة أكثر بكثير، مشيرا إلا أن كافة الدلائل تدل على ذلك.
وطالب بتوسيع المهرجان والعمل على أن يكون مناسبة لتعزيز وتفعيل السياحة واستقطاب البعثات الأجنبية.
وقد أخذ المشرفون على مكتبات شنقيط استعداداتهم للمساهمة في المهرجان من خلال عرض نفائس الكتب والمؤلفات التي تعد بالآلاف والتي تتناول شتى أصناف العلوم الإسلامية والثقافية مما يدل على عراقة هذه المدينة والدورالمحوري الذي كانت تلعبه وما وصلت إليه من إشعاع علمي كبير.
تقرير: هواري ولد محمد محمود
و.م.ا