الجهل والوجود

إن ألذ وأمتع ما يظفر به الانسان في حياته هو فرصة الاكتشاف ...! فعلينا قبل أن نبحر في عباب المعارف، ونخوض أمواجها القاتمة ونصارع عواصفها العاتية ونجد ونجتهد في ترسم خطى الآخر والبحث عن كلما سبق؛ أن نضع حدا للجهل ومعنى "حد" أي تعريف جامع مانع شامل علينا أن نعرف الجهل لنصل إلى المعرفة بلياقة تامة..وبهدوء...!

 

فالكون يتسع كلما عرفنا واكتشفنا ويضيق كلما جهلنا وأقمنا على سنة الالتقاف كإنسان ما قبل التاريخ .

ونحن نعرف الكون ونعرفه جيدا لكن عقولنا محدودة بل قاصرة؛ تلك التي ننتقي بها الأشياء كمعرفة  وتصورنا الذي ننقل به الأشياء من عالم الوجود المجهول إلى عالم الوجود المعلوم. ، لكنها مع ذلك قابلة للاتساع ويتطلب اتساعها كتلة زمنية قد تفوق عمر الانسان العادي ، فالكون موجود جميعا ولا شك فيه أنه موجود ..!لكن أجزاء كبيرة منه ما زالت في طي الجهل بالنسبة للعقل البشري ولتصوره وطاقته المعرفية وسعته المنطقية...

 

فعلينا أن نبدء في اكتشاف كل شيئ ولا نجلس حتى يمنحنا الزمن أو الآخر كل ما نحتاجه من معرفة وعلم. فلنرحل أو نصمت أو نكتب أو نستقم أو نؤلف ...

لكن علينا أن نكتشف ونسال ونتساءل فلا شيئ أجمل من أن نكتشف ابعاد وأشكال المجهولات وأن ننقل الكون من جانب الجهل إلى جانب المعرفة.

 

ورغم أننا على علم بجهلنا وقصور معرفتنا لكن ذلك لا يعني شيئا، وإنما يسوءنا أكثر أن نستسلم للجهل، ونقتنع بكل ما يقدم إلينا على أنه كذلك ونبتلع جميع الأشياء المعرفية التي تقدًم إلينا على أنها نهاية ما يمكن الوصول إليه من بنى وأشكال وأحجام معرفية...

إن اكتشاف الجهل هي عملية عظيمة وفرصة نادرة لا نظفر بها مرتين في الحياة ..وليس سهلا أن نكتشف الجهل فهو أكبر خطوة يمكن أن ننحوها نحو المعرفة...فعلينا وضع حدود للجهل لنعرف ونزيد من سعة كوننا، وحتى نعلم أن الجهل ليس يسيرا ولا يدرك بالصدفة..

 

ديدي نجيب

أربعاء, 10/01/2018 - 01:21

          ​