انباء عن تردي في الخدمات وركود في قطاع الصحة

يتحدث أطر وكوادر وزارة الصحة هذه الأيام بقدر من التشاؤم عن ما وصفوه بالتردي و الركود و النهب المتواصل, حيث يستغرب الجميع  قيام المفتشية العامة للدولة بتفتيش عدة وزارات و مؤسسات عمومية من حين لآخر و لم يصلوا إلى وزارة الصحة حتى الآن.

ومن أهم أساليب النهب لمقدرات الوزارة  هو تبرير الإنفاق عن طريق رحلات مكوكية إلى الداخل بعضها حقيقي و أكثرها لم يحدث إطلاقا, مع نفخ فواتير المحروقات.....و كذلك تركيز المفسدين على تبرير الإنفاق بدعوى اقتناء الأدوات المكتبية و التي لم تصل قط إلى المكاتب، بالإضافة إلى المصاريف الباهظة على الحملات الوطنية للتلقيح وإن وجدت وثائق لإيجار عشرات السيارات العابرة للقارات كذبا و التي من المفروض أن يبعث بها إلى الولايات الداخلية للقيام بحملة التلقيح في الداخل، و لكن الحقيقة المرة أن الوزارة في عهد الوزير الحالي لم ترسل تلك السيارات و لم تؤجرها بل اكتفت بالاتصال بالولاة في الداخل لطلب مساعدة الوزارة بسيارات رؤساء المصالح في الولايات الداخلية...بالإضافة إلا وثائق أخرى لتبرير صرف عشرات الأطنان من المحروقات على رحلات تلك السيارات التي لم تتحرك أصلا.....الكشف عن المستورولو أن المفتشية العامة للدولة قامت بزيارة لوزارة الصحة للتحقق من صرف عشرات الملايين التي اقتطعت من ميزانية الدولة السنة الماضية من أجل التعويض عن مداومة الأطباء و الممرضين في المستشفيات الوطنية, لوجدت المفتشية أن أغلب تلك المبالغ سلكت طريقا آخر و لم تصل إلى مستحقيها.......لو أن المفتشية العامة للدولة قامت بزيارة لوزارة الصحة للتحقق من صرف عشرات الملايين  المخصصة لمساعدة الأطباء الذين يتخصصون في الخارج لوجدت المفتشية أن هناك من قسم له و هو جالس في انوكشوط و في الوزارة، أما أصحاب الحقوق في تلك المبالغ فالبعض منهم كان نسيا منسيا...لو أن المفتشية العامة للدولة قامت بزيارة وزارة الصحة للتحقق من صرف  الملايين على الساعات الإضافية في الوزارة نفسها لوجدت أن أغلب تلك المبالغ قد وُجهت بشكل أساسي, إما إلى أشخاص لا يزاولون العمل الإضافي أو إلى أشخاص ليسوا موجودين إطلاقا إلا على الأوراق....تجاوزات أخرى تحسب لوزير الصحة الحالي أبرزها:  إقالة الأطباء ذوو الخبرة و الكفاءة و استبدالهم بآخرين لا خبرة و لا شهادة لديهم, أقدم عليها الوزير بعد أسابيع من مقدمه إلى القطاع.... 

 صرف عشرات الملايين كانت مخصصة لعلاوة البعد, على قائمة طويلة عريضة لم ينزل الله بها من سلطان.....مجهودات الدولة ذهبت أدراج الرياحفمن اجل ضمان الولوج إلى احسن الخدمات الصحية في البلد بل في شبه المنطقة قامت الدولة ببذل مجهودات جبارة في السنوات الأربع الاخيرة من اقتناء أحدث الأجهزة والمعدات بمليارات الاوقية إلى بناء وترميم المستشفيات المتخصصة في العاصمة و في داخل البلد, و كذلك  مضاعفة ميزانيات التسيير للمؤسسات الصحية مما شكل ضغطا كبيرا على ميزانية الدولة....فهل تم تحقيق الهدف المنشود ..؟؟. أبدا لم يتحقق أي شيء, بل ازداد الطين بلة و ساءت الخدمات الطبية بطريقة غير مسبوقة و اختفت المليارات و اختفت تلك الاجهزة, و النتيجة النهائية لذلك المجهود الجبار و المكلف و كما يعلم الجميع هي كتالي:1.    تردي جميع انواع الخدمات الطبية و بشكل غير مسبوق و بشهادة الجميع...2.    المستشفى الوطني مختطف من طرف ديناصورات الفساد و خدماته تسوء يوما بعد يوم...3.    ابسط الفحوصات الطبية  لا تجرى إلا في العيادات الخصوصية...4.    الحالات المستعجلة خالية من الادوية في جميع المستشفيات...5.    نقص حاد في الاجهزة و المعدات في جميع المستشفيات...6.    الادوية المزورة منتشرة و اصبح فتح صيدلية كفتح حانوت لا فرق نهائيا...*

نقلا عن الحرية عن إطار من الوزارة بتصرف

أحد, 25/01/2015 - 19:56

          ​