الحوار عنوان يجمع الزعماء السياسيين على الفشل...!

منذ الانقلاب على الرئيس السابق سيد ولد الشيخ عبد الله وكلمة الحوار تملأ الساحة السياسية ، وتحشو أفواه العام والخاص من ابناء موريتانيا من كل من هب ودب، حتى أصبحت كلمة الحوار عنوانا لا يصدق إلا على تشتت الرأي والنظرة الضيقة للمصلحة العامة في مصطلح الطبقة السياسية الموريتانية.، وعدم احترام موقف الآخر.

 

فها نحن اليوم وبعد مضي ما يناهز ثماني سنين والسياسة الموريتانية تحلم بالحوار والساسة من نظام ومعارضة يتغنون ويتشدقون باسم الحوار والدعوة للحواروالجلوس للحوار،  دون ما عمل أو خطة تقدم ازدهارا أو إنجازا يخدم مصلحة البلد ، فلا يعدوا جميع ما تقدمه المعارضة بكل ثقلها والموالاة بكل جهودها، غير فرقعات دعائية لا تدوم لأكثر من أيام وتختفي بلا نتيجة تذكر،و تبدأ بكلمة الحوار التي كرهتها الساحة السياسية تماما كما كرهت هي الساسة أنفسهم.

 

لقد ءان الأوان للقناعة بفشل هذه الكلمة وءان الأوان أن نخرجها من قاموسنا السياسي ونبعدها من خيارات الصلح بين المعارضة والنظام، فمن يعتبرون أنفسهم معارضة، قد عودونا على تقديم ورقة جديدة المبنى قديمة المعنى، بعنوان لا يفيد السامع بقدر ما يربكه ويقنعه بالشك هو الحوار، ومن يعتبرون أنفسهم مولاة كذلك لا هدفه عندهم من الحوار غير طريق ملتوي يهدي في الأخير إلى نفق التلاعب والخداع، ومضت كلمة الحوار وسيلة للتهرب من المواقف الراهنة ودليلا على خيبة الكتلة السياسية الموريتانية.

إن موقف الرئيس  محمد ولد عبد العزيز من الدعوة الأخيرة للحوار جاء واضحا وجليا حين أقر قبوله للحوار وبصفة جدية وفتح الباب أمام كل من يريد التصالح مع نفسه وذلك في أكثر من مرة، لكن صراعات خافتة بين بعض الرموز السياسين ما زالت تحول دون التقاء أصابع الحوار بعضها من المولاة وبعضها من المعارضة.

ويبقى من الأدلة القطعية على فشل الحوار أننا في موريتانيا أصبحنا أمام عدد هائل من الزعماء يدعي جميعهم حق الزعامة ، فهناك زعيم المعارضة وزعيم المنتدى وزعيم المعاهدة وزعيم للأغلبية وزعيم الحزب الحاكم، ورغم ذلك يوجد زعيم فوق كل هذا هو الزعيم الرئيس المنتخب من طرف الشعب وبصفة متفق عليها، ولن يقبل أن يتنازل عن حقه في الحكم لبقية المؤمورية الحالية التي منحه إياها الشعب الموريتاني والدستور الموريتاني، فكيف يكون الحوار؟

اتلانتيك ميديا

سبت, 26/01/2019 - 20:12

          ​