المدام فاطمـة فال منت اصوينع، قبل لـي أنها صافحت رجلا في أديس العزيزة على قلبي..ثم أعقبت ذلك حملـة شعواء قادتها الأصوليـة النواكشوطية على صفحات التفاعل الاجتماعي ضـد الوزيرة الموريتانية للشؤون الخارجيـة...شخصيا، أعرف طائفة دينية في موريتانيا ما فيه حد يكرف أيدو عن لوخر ...رأيت الرئيس المصري السابق "محمد مرسي"، وهـو يصافح نساء جميلات ومثيرات ومن بينهن الرئيسة البرازيلية "ديلما روسيف"، ورئيسة الوزراء الأسترالية "جوليا غيلارد"، ولـم يتوانـى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي، عن تجويز مصافحـة الحسناوات والشقراوات، كما قرأت لمفتي الديار المصرية "علـي جمعـة" فتوى أخرى تفرق بيـن ما أسماه "اللمس" و"المس"، والذي اعتبر فيها ان الإسلام لم يحرم مصافحة النساء للرجال.ومنـذ أيام، تداولت نفس التنابل صـورة التقطتها ناشطات موريتانيات في مجال التمكين للمرأة مع السفير الآمريكي بانواكشـوط، وبدأ كثير من هؤلاء يحذر من عواقب إقتراب هذا "الأجنبـي" الأمريكـي من "الأجنبيات" المتبرجات، وفق مفاهيم الفايسبوكيين..
وأن ذلك يؤذن بالإختلاط بالحريم الموريتاني، والعقل الذكورية هي التـي تنتج تلك المواقف وتروج لها، بل وتجـد من يمول حملاتها من أجل الحـد من أدوار المرأة وتقليص قدرتها على المزاحمة ومواكبة التطور الحاصل في العلاقات بين الجنسين. وللأسف الحركة النسوية في موريتانيا، لا زالت ضعيفة ومهزوزة وغير قادرة على الدفاع عن مكاسبها التي يتحرك الظلاميين الآن للإنقضاض عليها.
الهجـوم، علـى المرأة هذه الأيام، شخصيا أجـد فيه أبعادا تمييزية مفضوحـة، واستهدافا للسيدة منت أصوينـع...إذ يصعب علـي التفهـم السائد لما حصـل مع نظيراتها السابقات والحاليات واللاحقات، بدءا بمريم داداه في بواكير الستينيات وحتـى الوزيرة الراحلة :خديجة منت أحمد"، والوزيرات عيشة كان ومريم منت احمد عيشة، ومهلة منت احمد، ومنت سيدي هيبة، ممن نشجت حول مصافحاتهن القصص وروج للأقاويـل، ولم يخلوا ذلك في بعض الأحيان من إثارة الحديث بشأن جمالهن وحسنهن، ويدخـل فـي هذا السياق التغزل السودانـي "المفضـوح" بأول وزيرة للشؤون الخارجيـة في العالم العربي، والكل لم يشعـر حتى بالحرج بالرغم من أن الوزيرة الموريتانية كانت في زيارة رسمية الى الخرطوم، ولكنها قوبلت بأشعار المسؤولين السودانييـن :
حيّ الميامين من شنقيط والناها = قمحيّها بحبور حين تلقاها
وفـي قصيدة أخرى يقول آخر :
ما كنت أعرف كيف الشعر لولاها = حتى تبدّت ولاحت لي ثناياه
افقلت برق بدا أم أنّ بي سنة = أم أنّ ما كنت قد أبصرته فاهايا
سادتـي، لقـد صافح الموريتانيات رجالا كثر، ولامست أكف المسؤولات منهن كبار المسؤولين الأجانب والديبلوماسيين المعتمدين وغير المعتمدين، وحدث ذلك منذ عهود وعقود وسيتواصـل، ولـن ينقطـع، لأن موضوع مصافحة المرأة للرجل أمر حسـم فيه دينيا منذ عقود في العالم الإسلامـي، وأشبه الكـم توحلوا أف شي أطم وأهم.
من صفحة الكاتب على الفيس بوك