التطرف والتحالفات الملغومة

اغلب احباطات  عالمنا المعاصر  كانت نتاجا   لتطرف  في الفكر او الخطاب  ترجم ميدا نيا   بأعمال عنيفة ، وبين المرحلتين  تم استغلال اشخاص وتدخلت  منظمات   ووسطاء و  وتم التدويل  فالتدخل ، إنها سيناريوهات  من العذاب المتدرج  باتت معروفة   لدي الجميع ، تبدأ  بفكر متطرف نتغاضى  عنه  وتنتهي باشاعة مناخ موبوء   من الإلغاء لا نقيم له وزنا  ،  وبتسليم زمام امر البلد واهله في النهاية للتسويات  الاجنبية  التي يكون  الحاضرالاول فيها الاجنبي   والغائب الاول فيها  المواطن . وكثيرا ما يبحث المتطرفون  في الخارج  عن المتطرفين في الداخل  ويتوجهون الي الاعتماد علي كل الخواصرالرخوة من  الحركات المتطرفة  لاستخدامها   في تنفيذ سياساتها وفي عمليات ترويض وابتزاز  المخالفين   ،وهكذا تتحول هذه الحركات  المحلية في بداياتها  إلي حمل وديع يدافع عن حقوق الإنسان  ويتقمص قيمه  و تنجح في اقناع البعض  بشرف  المهمة   وتعمد إلي اخفاء  وجهها الحقيقي  بنبل المظلومية والحقوقية     قبل أن تظهر  في النهاية علي حقيقتها فكرامتطرفا   ميزته الابتعاد عن العقل والانقطاع من الواقع  والاستعداد للتعامل مع كل دخيل لتحقيق أهدافه  ولا تتفطن هذه الحركات  الا في  نهاية المطاف   لأنها ذاتها  كانت  ضحية   هي الاخري، بعدما  اسلمتها  مسالك  طلب الشهرة  الي   دروب   وتحالفات ملغومة  

. انقلاب السحر

كل دروس التاريخ القريبة تشير  الي ان  المتطرفين يستخدمون كأدوات  فينقلبون  لممارسة فكرهم  علي الجميع  ،  و كل ادوات  التطرف الفكري السياسي  في تاريخنا المعاضر    كانت معاول في ايدي صانعيها فتحولت لقنابل موجهة اليهم     لانها مسكونة بهاجس  الالغاء،  والمتطرف لا يعول عليه    فهو يجد  ضالته في كل خروج علي العقل او شطط في الاستخدام  ، و يلغي التطرف وظيفة عقل صاحبه و  يسلمه  للغرائز  الاكثر حيوانية   ومن باب أحري الغاء الرأي الاخر. الذين دعوا ويدعون الي التطرف لايقيسون تداعياته علي المجتمع  لاعتبارات ظرفية ،  يراهنون علي اكتساب انتصارات  خاصة بهم   ولو علي حساب مجتمعهم ،أضواء وسائل الاعلام  وجوائز  الكارتون  ، وسيجدون   أنفسهم  في نهاية المطاف يتحالفون مع كل منظمة   تستخدمهم ادوات   لخططها   و  يبيعون  كل قيم  مجتمعهم   وتصاغ لحساب باعثهم  حتي المصطلحات المستخدمة  في بياناتهم     والتي كثيرا  ما تتخذ  المس  بقدسية الدين   والسعي لتقويض ثوابت المجتمع سلما  لإثبات الولاء للاخرين .وبشكل بافلوفي  علي هذه الحركات  الإنصات  لإشارات البعيدين  وجوائز الآخرين  ورسم الخطوات  بحساب المطلوب فقواعد وأصول  اللعبة واضحة في هذا المجال   

  ..سيدة  حصلت علي جائزتها   للدفاع  عن المثليين  عليها ان تبقي زملاءها  حاضرين في المشهد  وزميلها عندنا  حصد جائزة العبودية وعليه أن  يعبد  آخرين حتي ولو ولدتهم أمهاتهم  أحرارا تماما   انهم يريدون ذلك   . توازن  العرض والطلب   

. انهم  يريدون رفع السقف  فعلي ان اهاجم جاري  وان اضحي بشقيقي  وان ابيع هويتي    في مزادهم  وان افتح بمواطني ووطني  متجرا صغيرا  يبيع  المثلية  و العبودية والنخاسة ويبتدعها ان لم يجدها   وان اجند الجميع لمناصرة عذاباتي الحقيقية والمصطنعة وابكي واتباكي.. فهم يريدون ذلك   .وهكذا تتحول  القضايا الحقوقية في حضور  التطرف    الي تجارة  لطلب  الربح وتسويق الشخص واراء الغير  و  تستخدم التطرف كفكر  وخطاب والية   .صفارة  انذاران الوطن الموريتاني  بحاجة الي وقفة فورية   حقيقية لجميع أبنائه   الخلص المخلصين   لإعمال  العقل  والتعقل  في  اللحظات  التي   ترتفع  فيها   أصوات  المتطرفين   ولمناهضة التطرف أسلوبا و فكرا وطريقة تفكير   ولمواجهة  التطرف في المدرسة و المعمل  والمزرعة وفي الشارع ..وكل الشواهد أمامنا  تؤكد  أننا قادرون  لو توفرت العزيمة علي حل مشاكلنا ومواجهة  مجموع   التحديات التي تواجهنا  في هذه الارض الفقيرة  بصحرائها،  الغنية بانسانها،  وكل  الادلة  امامناشاهدة علي   بلدان تتفكك  وأمم  تتشرد  وثروات تحترق      نتاجا  لسوء تقدير   للعواقب او تطرف في  الطرح  او المعالجة  . انني أطلقها  صفارة إنذار فعلية  في أوجهكم  يا أبناء الوطن  انتبهوا  ...  بخطاباتكم  النارية  غير الحصيفة  التي لا تقدر  عواقب الأمور وباستسهالكم  لقيم الشعب   وتعويلكم علي الاجنبي  ،لم يعد الخطر داهما  انه قائم  .. شاع خطاب التطرف  وتنابز القوم بالالقاب  و  جاء السيناتور وتكلمت السيناتورة وخرج السفير  وتحدث النواب  وتلك والله  أماراتها   .  ان لم تحسنوا التصرف  وتحاربوا التطرف  بفكر وعقل وطني وتتداركوا  الامر فستذكرون ما قلته  لكم ،    ستضاف الي كل صفة جمعية نبيلة   صفة قدحية ... الي الموريتاني اللاجئ  وسنحول العبيد  الي عبيد ومشردين  والعبيد السابقين الي حاليين   والاحرار الي لاجئين تتقاذفهم شوارع دول الجوار    والوطن  الذي  كان  آمنا يجمع  جماعة مختلفة  الي مذبح  يتحاور  ابنائه  بالسلاح يقتات  من  جيوب المحسنين  و مسجل  بجميع طوائفه  في لوائح    اللاجئين   .....لقد  عشت  الستين  ،  وأمامي  ـ ان كان في العمر بقية ـ  عشر الي عشرين   بمشيئة الله  اسلم  فيها المشعل  لابنائي   الذين  اريد منهم  ان يراكموا علي ما استثمرته  وان لا يبدؤوا من حيث بدأت  ،لا أريد أن   يعيش  أبنائي  كما عشت قبلهم  في مجتمع متفاوت متحارب  يمارس  الاستعباد و الفساد  ويضاف اليه التطرف  ، أريد ان أوفر عليهم التضحيات التي عاشها أجدادي   حرقا  للمراحل  التي كان يعليهم ان   يقطعوها  كادحين    

 ان اخلفهم  في  مجتمع متسامح  قادر علي   تجاوز  المصاعب  ولملمة الجراح  وبنفسية  منتصرة منفتحة  .لا أريد لا بني   أن يعيش  بائسا  ولا يائسا   ،  يلعن ماضيه   وينظر بحقد اعمي لمستقبله   ولا يخاطب   محيطه  الذي لا يملك عنه بدلا الا بالسب   والكراهية  ،ساعدوني  في توفير هذه  الاجواء  التي  فاتتني   وفي تهيئة ابنائي  لغد افضل   أكثر  تسامحا  بعيدا  عن  هذه  الاصوات  المتطرفة  التي  لا تبشر الا بالخراب   والدمار  وتذكروا  ما قاله  الزعيم  ذات  يوم : إننا نريد  أن نحكم هذا الوطن فلا تفسدوه  علينا   .ازرعوا  يا أبناء  الزارعين  والفلاحين   بكل ارض   نبتة حب  ، واطلعوا  من كل حقل  سنابل   مودة  وانزعوا  الغل   والحقد  من صدور  التطرف الضيقة   وازرعوا  المحبة بحقول   التطرف  الحاقدة  ..هيا بادروا     وحدكم  من يستطع فعل  ذلك  ووحدكم  من سينعكس عليه   بدرجة اشد الامتناع عن فعله . 

عبداتي ولد احمد

جمعة, 30/01/2015 - 11:25

          ​