مع مطلع السنة الجديدة 2015، سنة التعليم كما أعلن عن ذالك محمد ولدعبد العزيز، أقدم المجلس التأديبي لكلية الطب بجامعة العلوم والتكنولوجيا والطب على طرد طالبين من الكلية لا لسبب سوى كونهم طالبوا مع زملائهمإدارة الكلية بتأجيل الامتحانات وتمكين الطلاب من فترة زمنية كافية للمراجعةوالتحضير، وبدلاً من الامتثال لمطالب الطلاب المشروعة، زادت إدارة الكليةالاحتقان في أوساط الطلاب وقامت بردة فعل همجية وظالمة من خلال طردأبرز طلاب الكلية .
ورغم ذالك، اصررت إدارة الكلية على تنظيم الامتحان في موعده المحدد رغمعدم اكمال المناهج التربوية والمقاطعة الواسعة من الطلاب، بل أضافت إلىذالك أسلوب أمني في التعاطي مع القضية وواجهت به هذه المطالب العادلةمن خلال إصدار أوامر للشرطة بفض الاعتصام السلمي للطلاب داخلالكلية والاعتداء بالضرب المبرح عليهم، مما نتج عن ذالك إصابات عديدة بينالطلاب، ولتتحول الكلية إلى مفوضيات للشرطة ولتعيش حالة من الاحتقانالشديد .
ولم تتوقف جرائم عمادة كلية الطب عند هذا الحد، بل أقدمت أيضًا على جلبأشخاص من خارج الكلية للمشاركة في الامتحانات بعد أن قاطعها الطلاب،وذالك لإيهام الرأي العام الوطني بنسبة المشاركة الطلابية في الامتحان وكونالكلية تعيش ظروفا عادية، رغم أن نسبة المقاطعة الطلابية للأمتحاناتتجاوزت 80% حسب معظم المراقبين .
هذا السلوك العدواني من إدارة كلية الطب أعادنا بالذاكرة إلى الأمسالقريب وأحداث جامعة نواكشوط 2012، والتي شهدت هي الاخرى موجة منالقمع والطرد والتنكيل بالطلاب وعسكرة الجامعة، قبل أن تكتشف إدارةالجامعة أن الحل لايكمن سوى في الحلول العقلانية .
وبينما يواصل طلاب كلية الطب سلسلة احتجاجاتهم ومظاهراتهم في سنةالتعليم هذه، لا بوادر ايجابية في الأفق لحلحلة الأزمة الطلابية لا من إدارةالكلية أو الجامعة أو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي !!
عبد الناصر بيب