من التواصل إلى الاتصال إلى المجهول ..

بعد أن كان التواصل ضرورة لحياة الانسان وبعدما توفر من وسائل التواصل المزعجة أصبح التواصل أقرب للاتصال المباشر فها نحن نجمع بلا قصد ومن دون رغبة ومع من لا نعرف ومن لا نتصوره كذلك ويفرض بعضا على شعور بعضنا وعلى حسه ما يريد متى شاء .

إن انتقال الوسيلة من الرغبة والحاجة و الضرورة إلى الازعاج والفضول والاستغناء والتعدد لواقع مخيف بالفعل، فمتى سيشعر علماء الاتصال أنهم ادخلوا العالم في غرفة المعاناة وربطوه ببعضه البعض حتى أصبح على أعتاب انفجار شعوي ..إلى أين يتجها بنا هذا الغرب فقد أخذوا بزمام مشاعرنا ووصل بهم الأمر أن سخروا لحسنا فراغات تسعه ويألفها وأدمنا السير خلفهم ونحن الآن في سبات عميق..ولا أستبعد ان يوفدوا إلينا صيحة تواصلية لا سلكية تحاور النفس وتعزلها عن العقل حتى يصبح كل منا يعيش تعددا في شخصيته ويجهل نفسه وتلك لعمري قمة الجنون......

ويبدو من قراءة بسيطة لتاريخ تطو العقل البشري أن ننتبه إلى أن الانسان في طريقه لمواجهة العقل الآلي وفقدان السيطرة على نفسه وفقدان التحكم في العالم فلم يعد بعيدا أن يخرج علينا الروبوت من غرفة نومه ويقول لنا ان نصمت حتى ينام أو يغضب علينا ويحجب عنا مباريات الدوري الاسباني او يمزج لنا بين الحلم والتاريخ في جملة واقعية لا يطيقها العقل البشري القديم .....كل ذلك قد يصبح واقعا في أحضان انصياعنا لعالم الآلة هذا الذي بلغ مشاعرنا بجراته ولا زال يتقدم صوب عقولنا فالحذر فالحذر.......!!

خميس, 12/03/2015 - 01:21

          ​