فليست السياسة الطريق الأسرع نحو المال والخساسة...!

لقد سرقت زيارة الرئيس الحالي للمناطق الشرقية من جميع الموريتانين سياق كلامهم فلا ناطق بغيرها ولا كاتب تجاهلها ولا حادت عنها نكتة ولا تجاوزتها موعظة ولا أخطأها مخبر، حتى أصبح حظ المقيمين في الديار أعظم من حظ اللذين يعيشون الحدث بالعيان، فها نحن تضربنا "ساحلية" انواكشوط ونحن نتجشأ تفاصيل خطوات الزيارة ولا موضع قدم من الزيارة فاتنا ولا خطوة من تجوال الرئيس لم تعرض علينا حتى أرغمنا على تنفس هواء الشرق ونحن والحمد لله هنا في العاصمة.

أما خبر الصحافة وما يكتب بعضها عن بعض وما يقال في ذلك من كلام باطل أريد به حق وحق أريد به باطل أو باطل أريد به باطل، فهو حديث ذو شجون، وقد لفت حضورهم المتتبعين للزيارة أكثر ما لفت انتباههم شيئ آخر وبعيدا عن تلك البؤرة و الهجمات المرتدة بين الحاضرين والغائبن ورحلة التشفي ومصائب قوم و عن المرأ لا تسل ...نلفت انتباههم وانتباهكم إلى جملة اعتراضية أوشبه جملة على الأقل مفادها هذه المصلحة التي يطلق عليها المثقفون "السياسة " قد أفسدت الاعلام وأفسدت التعليم وأفسدت الناس أنفسهم وهاهي في طريقها نحو إفساد "اسنيم" وعلى إثرها موريتانيا، ولن تصلح مؤسسة موريتانية ولا برنامج تنموي ولا مجال إداري أيا كان قبل أن تفصل منه المصلحة مع واقعه، فكما وجدت الدعوة لعلمانية الدولة آذانا صاغية وقلوبا خاشعة في موريتانيا وشقت لنفسها طريقا يبسا للدفاع عن اعتقادها، فكذلك يجب أن تجد إلزامية فصل السياسة عن الاعلام وعن التعليم وعن حديث الناس صدى ودعاية تنادي بفصل السياسة عن جميع المواد الغذائية وجميع ما يصل حس الإنسان الموريتاني فقد أنهكته هذه البلية أي ما هلاك وشتت جميع محاولاته للنهوض، فما يطلق عليه السياسة في موريتانيا ليس سياسة ولا يسير نحوها فالسياسية كما هو معلوم في كتاب "الأمير" " هي فن التصرف بالممكن" وليست فن الكذب بالمال وليست الطريق الأسرع نحو الغنى والخساسة.

فمعظمهم يجهلون الهدف من السياسة نظاما ومولاة، متطرفون ومنضبطون يجهلون الفرق بين الهدف  والوسيلة حتى السياسيون أنفسهم أو من يطلق عليهم سياسة ليسوا ساسة ولا عرفوها والذي يحز في النفس أن بعض المواطنين البرآء يكلفون أنفسهم جهد التعصب لمصلحة بعض السياسين والدفاع لهاؤلاء الذين يجعلون من القضايا العرقية والاجتماعية ومن مصلحة البلد لعبة يعيشون بها ويشترون منها سيارات فاخرة ومنازل في أرقى الأحياء ويكتب عنهم التاريخ أنهم كانوا مناضلين عن قضايا تهم البلد ويكتب مثقف مبرز اللهم جاز عنهم البلد ، وقاية الله أغنت عن مضاعفة من الدروع وعن سرب من السياسين.

 

وحاصل الأمر أن هذه الخدعة التي تسمى السياسة أو المصلحة هي ما يعصف بالبلد وبإعلامه وبصحافته وبتعليمه وبهوائه وبنقائه وببراءته فخلف كل فساد سياسي يغط في نومه بدفئ بريئ حطه الجهل من عل...

ديدي نجيب

ثلاثاء, 17/03/2015 - 22:32

          ​