في قلب العاصمة نواكشوط وعلى بعد خطوات من مقر الجامعة فوجئ الجميع بما يصدق عليه معرضا مفتوحا لتشميس زيوت الطبخ حيث لم يجد أحد التجار أي مستودع لتخزين الآلاف قنينات الزيت سوى رصها داخل أحد الحيوط المهجورة ليكشف المشهد عن أحد أبشع مظاهر الاستخفاف بحياة الناس وهدر حقوقهم في منتج غذائي صحي.
فالمستودع المفتوح والمعرض لأشعة الشمس والأتربة والغبار لابد أن يؤثر على تركيبة الزيوت إن لم يحلها إلى سم زعاق حيث تبقى الشحنات لأيام وأشهر تحت لهيب شمس نواكشوط الحارقة وهي عرضة لتجمع الغبار والأتربة وتكاثر القوراض ، فيما يجري السحب منها وتزويدها بشحنات جديدة من حين لآخر.
إنه الطمع الذي أعمى المتورطون في هذا الجرم عن مخاطره رغم أن أحدهم قد يكون من بين مستهلكي هذه الزيوت المشمسة، وهو إلى ذلك وصمة في جبين الجهات الحكومية التي تدعي حماية المستهلك ولا تهتم لمثل هذه الممارسات البشعة في حق كل مواطن.