جهل النفس

صفحة من الغرابة تتطاير كلماتها عن مقاس الأناة والحلم لتقع في عالم المقارنة والعقل فتعبث بأذن السامع وشعور المنضبط وتخذل الباحث عن الحكمة وتأسر ملتقطي الحيرة والغرابة ...فالجهل أنواع تتداخل مع فروع العلم والمعرفة ويسوء ويحسن كما هما ونحط رحالنا به ونحن في هما نسير ومن ذلك :جهل الذات داء يخرجنا من عَلم يختزله الآخرفي شكل وطبع إلى مخلوق غريب لم تتحدث عنه ناسيونال جوكرافيك ولم يكتب عنه كتاب التاريخ الطبيعي..في فترة ما قبل الانسان.

 

أنا أجهل ذاتي و ما تريد واين توجد وأتساءل كل مساء لماذا ترغمني هذه العنيدة على الصمت وعلى الابتعاد عن الآخر وعن الكلام وعن الضحك وعن النظر إنها منزعجة من الآخر وهو بشوش ظريف متفائل محسن ظنه ..وهي لا تحمل حقدا لأحد إنما تريد أن تعيش صرامتها وأن تقفز على الاحاطة والمعرفة وعلى العلم وعلى العادات وعلى النمطية والرتابة وعلى كل الفراغات الضيقة التي تطوقها بها اللحظات ..

 

وأنا في كف المساء أحدق في تجربة ناضجة عن الغضب والغرابة واقلب في صمتي ورقات من تاريخ المشاعر الراسخة في القلب وأشيح بصري عن كتل من المجاهيل تسكنني وتتحرك بداخلي بكل لياقة وكل جرأة ...وللنوم حظ كبير من صرف جهل النفس ففيه تذوب الأحجام الكبيرة وتظهر مكانها أشكال أخرى أخف على الصمت وفي العين بقية صدى تتهادى في شعب الحس ولا معين على صراخ الكلمات غير الكلمات المتشدقة بما في قرارة الصمت...

ديدي

اثنين, 23/03/2015 - 23:21

          ​