من خلال تتبع موقع "اتلانتيك ميديا" للزيارة التي يقوم بها رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز للشرق الموريتاني نقطة نقطة ـ ظهرت عدة مواقف كانت أقرب للمفاجأة
أولا : ظهر من خلال مواقف ولد عبد العزيز أن هذه الزيارة لم تكن سياسية وإنما كانت زيارة تفقدية بامتياز للقاء المواطن البسيط وحل مشاكله عن قرب و لمساعدة الفقراء وعلاجهم وحتى إن الرئيس كان يدقق في النقاط الصغيرة قبل الكبيرة حتى أنه كان يدقق في تاريخ الأدوية والتفاعل مع التلاميذ الصغار من خلال إنجاز بعض التمارين لهم وحتى أنه برهن على أن سنة 2015 سنة تعليم كما قال في خطاب التنصيب حيث قام بالتصوير مع التلاميذ والاساتذة في المدارس وظهر يحمل طبشورا وكأنه مدرسا يعطي نموذا لسنة التعليم، وهو شيئ سيبقى عالقا ومرسوما في أذهانهم، كما أنها خلت من أي طابع سياسي، وحيث غابت المهرجانات والحفلات الكرنفالية التي كانت فرصة للحلحلة كما أنها كانت فرصة للقاءات الجماعية لأطر المقاطعات ووجهاءها من أجل الاستماع للمشكال العامة والابتعاد عن اللقاءات الشخصية التي لا علاقة لها بالوطن والمواطنين.
ثانيا :ظهرت قوة ورسوخ قدم الوزير الأول المنهدس يحي ولد حدمين الحاضر الغائب في الزيارة حيث ظل يواكب الزيارة محطة محطة وظهر ذلك من خلال ثناء المواطنين الذين التقيناهم عليه في مختلف محطات الزيارة ، و كان الخطاب الذي ينقل هؤلاء يدور حول حرص الرجل على الابتعاد عن الخلافات وأن يكون الاهتمام منصبا على إنجاح الزيارة واستفادة الولايات المزورة من هذه الفرصة التاريخية لقيام مشاريع عملاقة تخدم الوطن والمواطنين.
ثالثا : كما أبدى الرئيس ارتياحا كبيرا عند وصوله لمقاطعة جكني مسقط رأس الوزير الأول حيث كان الاستقبال الجماهيري كاسحا وكان الكل يهتف بعبارات الترحيب برئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، وقضى السياسيون على خلافاتهم الداخلية وركزوا على ازيارة والهتمام بالرئيس وقد ظهر الأمر جليا من خلال ارتياح الرئيس عند وصوله وما تعكسه المشاريع التي أنجزت هناك.
وكانت جميع مراحل الزيارة تبرهن دائما على اهتمام المواطنين البسطاء باستقبال ولد عبد العزيز حيث ظلوا يتنقلون على وسائل نقل تقليدية للتبعه واستقباله في جميع المقاطعات.
وكانت المفاجأة عند "اتلانتيك ميديا" أن المعارضة قد استقبلت ولد عبد العزيز بوجوه بارزة في جميع محطات الزيارة ونثمن لها موقفها الشريف من الزيارة، كما نهنئ لبعض منتخبيها ظهورهم بزيهم كمنخبين في استقبالهم الكبير لولد عبد العزيز حيث استطاع ممثلوا المعارضة التفريق بين معارضة الرئيس ومعارض النظام، واستطاعوا أن ينبذوا جميع الخالفات خلال الزيارة.
ويبقى الخاسر الأكبر في هذه الزيارة هو الصحافة الجادة التي تم تمييعها وارتبطت في أذهان الراي العام بالتسول والارتزاق حيث اختلط الحابل بالنابل وتوارى الصحفيون الحقيقيون عن الأنظار خوفا من ان تطالهم التهمة، والمسؤول الأكبر عن تشجيع هذه الظاهرة هو المسؤولين الساميين في الدولة الذين يوزعون المبالغ المالية على كل من هب ودب حتى أن سائقي السيارات أصبحوا صحافة نظرا لسهولة الدخول في المهنة، ونطالب الدولة والمسؤولين أن يوقفوا هذه المهزلة التي تهدد حياة الصحفاة ويفرقوا بين الصحافة وغيرها وأن يمنحوا أموالهم للذين أعترفوا بان اسمهم "مبادرة اعطين"