كشفت وقائع المؤتمر الصحفي لرئيس الجمهورية الليلة البارحة عن خلل كبير في علاقات المؤسسات الإعلامية فيما بينها والصلاحيات التي تتمتع بها كل منها على حدة، فقد اتسمت عملية التحضير بنوع من الضبابية حين تم تغييب الخلية الإعلامية للرئاسة وإدارات الصحافة الألكترونية والمكتوبة والسمعيات البصرية، لتنفرد مديرة التلفزة الوطنية وحدها بالإشراف وتمنح لنفسها صلاحية فرز المدعوين على أسس هي أدرى بها وحدها.
وقد ظهرت اللائحة خالية من أي تمثيل للصحافة المكتوبة واقتصر تمثيل الألكترونية على موقعين اثنين فقط، لذلك جاءت الأسئلة أقل شمولية وإحاطة بالمواضيع التي تهم الرأي العام، مع أن الزملاء الحاضرين أدوا دورهم بامتياز، وإيجابات الرئيس كان وافية ومقنعة..
الإجراء المتبع من طرف المديرة أعاد إلى الأذهان هيمنتها على القطاع وتنظيمها لحفل ثقافي في التلفزة بحضور عدد من الوزراء دون علم الوزير الوصي على مؤسستها.
ويتساءل العاملون بالحقل الصحفي عن السر الذي يجعل السيدة المديرة فوق الجميع، وكيف لها أن تتمكن من اختزال المؤسسات الصحفية، وتجاوز صلاحيات الهيئات المعنية..