خرجة الرئيس على ضفاف إبريل / الشيخ ولد لحبيب

بعيدا عن نقد ما فاه به الرئيس_الجنرال ولد عبد العزيز البارحة، و اتخاذ موقف المعارض منه فإن لي جملة ملاحظات سأسردها وفق رؤيتي الإعلامية أساسا:-ما حدث من تلاسن بين الرئيس و بين الصحفي أحمدو الوديعة،

 و أدى إلى اتخاذ الرئيس الجنرال لرد فعل انفعالي،أظهره بمظهر العاجز عن احتواء خصومه، المبادر إلى القوة و التعسف..، كل ذلك ما كان ليحدث إذا تم التحضير بشكل جيد ومهني للقاء من المفترض أنه هام وحساس كذلك اللقاء التلفزيوني المباشر مع الصحافة، والذي تابعه أغلب الموريتانيين في الداخل و الخارج، والسؤال هنا هو ما الذي كان على لجنة الإعداد والتحضير أن تفعله كي تكون خرجة الرئيس الجنرال ناجحة ومؤثرة في عموم الشعب حتى ولو لم تكن مقنعة لخصومه السياسيين؟؟.1- كان على لجنة الإعداد والتحضير أن تعرف من اختارت لحوار الرئيس من الإعلاميين حق المعرفة، فتقوم بدراسة دقيقة لكل ما كتبوه أو قالوه سابقا من مواقف وآراء، ثم تتوقع الأسئلة التي يمكن أن يطرحونها، ثم تنجز تقريرا بذلك و تنصح الرئيس الجنرال بكيفية مواجهة ما سيطرح عليه من أسئلة، أو ما يمكن أن يحدث من استفزازات لشخصه حتى لا يحدث ما حدث البارحة من فضيحة للرئيس الجنرال.2- كان يمكن للجنة الإعداد و التحضير أن تظهر الرئيس الجنرال في مظهر عملي ودقيق أكثر، بأن تنجز خلال الأيام السابقة دراسة موثقة بالأرقام و بالفيديوهات الجرافيكية عن ملفات هامة كملف سنيم، وملف الصيد وملف التعليم والصحة وو..، وكان بالإمكان وضع شاشة بلازما كبيرة كخلفية للقاء الرئيس بالصحافة ليعرض عليها الرئيس “أرقامه” حتى لا يهزم في لغة الأرقام كما حدث له البارحة.3- كان على الرئيس الجنرال أن يفهم أن قراره بالحديث إلى الصحافة في ظل أجواء كالتي نعيشها الآن، سترافقه توقعات عالية من عموم الموريتانيين لسماع شيئ مختلف، لذلك كان عليه أن يحضر وزراءه لا كمجرد ديكور كما ظهروا في البرنامج البارحة، بل كفاعلين ينوبون عنه في تقديم إجابات واضحة على ما يطرح: في النهاية السياسة هي لعبة إعلام أولا قبل أن تكون صراع تدافع بين صدق و كذب وحق و واجب.الخلاصة: ما حدث البارحة هو أن الرئيس الجنرال ظهر لشعبه بمظهر من تلقى عشرات الطعنات في أفكاره وثقته بنفسه، وفي مظهر من لا يعرف شيئا أكيدا واضحا عن ما يجري تحت سلطته، وفي مظهر من لا يهمه أي رأي أي متظلم من شعبه، ولا يهمه سوى ما يقوله وزراؤه ومستخدموه على الإدارات والمصالح الحكومية المختلفة.

سبت, 28/03/2015 - 11:56

          ​