شاعرة عربية تكتب الأنثى باسم مستعار خوفاً من القمع السياسي والاجتماعي

تكتب الشاعرة السورية فدوى كيلاني قصيدتها، منطلقة ضمن دائرة تتراوح بين العام والخاص، إذ أنها تكتب تفاصيل الحياة اليومية، إلى جانب بعض القضايا الكبيرة، حيث تستطيع جعل ما هو مهمل في بؤرة العناية، كما أنها تحول في الوقت نفسه تلك القضايا، التي تدرج ضمن فضاء السرد، إلى نصوص رؤيوية، سواء تناولت خلالها ما يجري في بلدها سوريا، أو ما يتعرض له إنسانها الكردي من ويلات وعذابات، ليستوي الذاتي والموضوعي، في حقل الشعرية التي تنحاز إليها، عبر نصوص مكثفة، أو ذات نفس مطول، تتجاور في مجموعتيها الصادرتين عام 2011 وهما: «ظل لا يتبع صاحبه»- «أسماء في حبرها الأخضر»، وقد لقيت هاتان المجموعتان احتفاء من قبل متابعي الشعر الجديد. في ما يلي حوار مطول مع الشاعرة كيلاني حول مفاصل عدة من تجربتها الشعرية ورؤيتها لعدد من قضايا الوطن والإنسان.

■ ماذا عن مشاريعك الشعرية المقبلة؟□ يلاحظ متابع تجربتي أنني أتابع الكتابة بلا توقف في مجال الشعر والسرد في آن، إلا أنني لم أجد الرغبة في طباعة ما أكتبه، ويبدو أن ظروف الحرب التي نشهدها على السوريين لها دور كبير عليّ وعلى غيري من الذين يكتبون في صنوف الإبداع المختلفة، حيث أن المجموعات الشعرية أو القصصية، كما يخيل إليّ لم تعد تطبع بالشكل الكافي، وهذا على الأقل بالنسبة للأسماء التي كانت معروفة وتكتب قبل مرحلة الربيع العربي.كتبت الكثير من النصوص خلال الأربع سنوات الماضية عما يجري في بلدي وفي وطني، وأكاد أواكب ما يجري هناك عبر نصوصي، وإن كانت نصوص هذه المرحلة، كما تبين بعض الدراسات النقدية التي تناولتها ذات طبيعة خاصة، لاسيما من خلال توجهها إلى الحدث اليومي، وعدم مقدرتها إلا على قول ما يجري، بحيث أن هناك من قال بأن الكثير من الغموض الذي يكتنف النصوص القديمة لم يعد له أثر.هذه القصائد أنشرها بشكل متزامن مع ما يجري، وتصل إلى الناس لاسيما أنها تنشر عبر الفضاء الإلكتروني، ما يجعلني أحس بأنها أدت ما هو مطلوب منها، وهو ما يتم على حساب طباعتها في مجموعات شعرية خاصة.■ ألا ترين أنك شاعرة مقلة؟□ أتمتع بنعمة الجرأة على حذف الكثير والاحتفاظ بالقليل الجدير بالنشر، لأنني أحترم قرائي وأعنى بهم جدا.■ أين هي قصائد مرحلة الجامعة وما بعدها؟□ نشرت بعض هذه القصائد بأكثر من اسم مستعار، ووجدت في ما بعد أنها كانت نتاج لحظات انفعالية، وهي من النوع الذي يمكن أن يحتفظ به المرء لنفسه، لا أن يطبعه ضمن مجموعة شعرية، لقد راجعت مجموعتي الشعريتين لفترات طويلة ومارست بحقها الحذف والإضافة، إلى أن أصبحتا بالشكل الذي يرضيني قليلاً.■ ماذا عن القصيدة الأولى؟□ القصيدة الأولى، من المؤكد أنها لم تكن حسب تقييمي الحالي أكثر من «خاطرة» كنت أقرؤها بخجل على دائرة صديقاتي ومن حولي في المدرسة ومن ثم الجامعة، على الرغم من أنني لقيت التشجيع آنذاك من قبل أحد أصحاب التجارب الشعرية في محيط الأسرة، وقد نشر لي آنذاك إحدى هذه القصائد في مجلة محلية كانت تصدر في مرحلة التسعينيات.■ كيف تنظرين إلى الكتابة بالاسم المستعار؟□ الكتابة بالاسم المستعار كانت نتيجة ظروف كثيرة، أولها حالة القمع، كما أن هناك أسبابا اجتماعية أحيانا تدفع للكتابة بغير الاسم الحقيقي، أشكر الله أنني لم أنشر الكثير من قصائدي بأسماء مستعارة لأنني أحس بأنها من جهة التوثيق تضيع إلا في حالات نادرة، وإن كانت قصائدي المنشورة ليست إلا تجسيداً لقدراتي الأولية في طريق الكتابة.■ وماذا عن القصة القصيرة؟□ القصة أيضا أكتبها بالتوازي مع الشعر، ولكن الشعر يأخذ مساحة أكبر من حياتي، وقد نشرت العديد من القصص القصيرة التي كتبتها في السنوات الماضية، ولدي مخطوطة جاهزة للطباعة بعنوان «بيت العم سيد» وهي تتناول الكثير من مدينة «ديركاحمو» مسقط رأسي، وربما أجد الفرصة المناسبة لطباعتها عندما أحس بأن الظرف مناسب لذلك.

■ هل ترين أن المقالات التي تكتبينها تأتي على حساب قصيدتك؟□ لا أعتقد الأمر هكذا، للمقال قراؤه، وللقصيدة قراؤها، كما أن للقصة قراءها، المقال الذي لجأت إليه بعد بدء الثورة السورية يتناول تفاصيل ما هو يومي، ويسلط الضوء على بشاعة فعل القتل، ويفضح آلة القتل، القصيدة لها شأن آخر طبعا.■ والرواية. هل لك مشروع فيها؟□ الرواية حلم بالنسبة إليّ، كتبت أكثر من مشروع، لكنني بعد مرور بعض الوقت على محاولاتي أحسست بأن عدم نشرها أفضل، أتمنى أن أستطيع كتابة روايتي التي تمثلني ذات يوم.■ هل أننا نعيش حقا زمن الرواية؟□ الشعر باق مهما تطورت الرواية■ ما رأيك بأداء المثقفين خلال فترة الثورة السورية؟□ ما عدا الاستثناءات القليلة من المثقفين السوريين لم يكن للمثقفين الدور المطلوب.■ هل أنصفك النقد؟□ مجموعتاي الشعريتان نشرتا بعد بدء الثورة السورية، وأتصور أنهما ضاعتا في اللجة، وقد آلمني حقاً عدم توزيعهما من قبل الجهة الناشرة في سوريا، لذلك فهما لم تنالا ما تستحقان من النقد المنصف.

حاورها: علي شرابي

أربعاء, 08/04/2015 - 23:03

          ​