قبل ساعات من انطلاق مباراة العودة بين فريقي بايرن ميونخ وبرشلونة ينتظر جماهير البافاري أن يحقق فريقهم معجزة بالعودة من هزيمة بثلاثية نظيفة والتأهل لنهائي البطولة في برلين، لكن هل يمكن أن تتحقق هذه المعجزة؟
مباراة ذهاب ظالمة
خسر بايرن مباراة الذهاب بثلاثية نظيفة، قد يراها بعض محبي البايرن مجحفة وظالمة نظرًا لأنها سُجلت في آخر ربع ساعة من المباراة، لكن بالنظر لما قدمه الفريقين ففوز برشلونة كان منطقي جدًا لكنه تأخر كثيرًا.
نجح بايرن في الفوز بالاستحواذ في المباراة لكنه كان استحواذ سلبي وبفارق بسيط جدًا، الأهم كان عدد الفرص التي صنعها كل فريق وفي هذه الحالة، برشلونة اكتسح الفريق البافاري الذي لم يسدد ولا كرة على مرمي الحارس الألماني أندريه تير شتيجن، في المقابل فإن سواريز ونيمار لاعبي برشلونة كانوا قادرين في أول ربع ساعة على تسجيل ثلاثة اهداف للفريق، من انفرادات كاملة نجح مانويل نوير في التصدي لها.
لذلك فمباراة الذهاب لم تكن ظالمة أبدًا، فالفريق الألماني افتقر للإبداع وعاني من الإصابات والتي أثرت بشكل أساسي على قدراته الهجومية، فيما كان دفاعه بحالة جيدة طوال أكثر من 75 دقيقة لكن فقدان لاعبيه للتركيز لثواني قليلة كان كفيل بقتل المباراة.
العودة الأسطورية
يحتاج بايرن لتسجيل أربع أهداف للفوز باللقاء، أو على الأقل تسجيل ثلاثية ولعب وقت إضافي، ويقابل بايرن مشكلتين أساسيتين في سبيل تحقيق ذلك، الأولى هي تسجيل هذا الكم الكبير في فريق بحجم برشلونة لم يتلقي طوال الموسم ثلاثة أهداف في مباراة واحدة إلا مرتين، أمام باريس سان جيرمان في حديقة الأمراء، وأمام ريـال مدريد في سانتياجو بيرنابيو، والمرتين كانتا في نصف الموسم الأول، حين عانى الفريق من تذبذب المستوي والتشكيل وحينها كان سواريز عائد لتوه من إيقاف لأربع أشهر.
الأهم وهو المشكلة الثانية التي سيواجها بايرن هي عدم تلقي الأهداف، فهدف واحد يعني أن بايرن يحتاج لخمسة أهداف كاملة للفوز، وفي مبارتي باريس وريـال مدريد سجل برشلونة ثلاثة أهداف، هدف واحد منهم فقط كفيل بقتل معنويات البايرن ولاعبيه وإنهاء المباراة.
حتمًا سيجد بايرن فرص أكبر في مباراة العودة، فالفريق سجل عشرات الأهداف هذا الموسم على ملعبه أليانز آرينا، سجل سباعية أمام شاختار وسداسية أمام بورتو، لكن برشلونة ليس شاختار ولا بورتو، فهو فريق يستطيع امتلاك الكرة، ربما يمتلكها بشكل سلبي مثل بايرن في مباراة الذهاب، لكن فريق المدرب بيب جوارديولا لن يستطيع أن يسجل طالما الكرة ليست معه، وعلى عكس المباراتين، فإن تسجيل برشلونة لهدف في أي وقت من المباراة سيقتلها بشكل عملي.
سيناريو المباراة
سيضغط لاعبي البايرن منذ الدقيقة الأولى، ربما سيكون الأمر مشابهة للشوط الأول من الكلاسيكو الأخير أمام ريـال مدريد حين استحوذ الفريق الملكي على الكرة وأضاع أهداف عديدة، لكن المختلف هذه المرة أن برشلونة يجيد الدفاع، لو مرت أول ربع ساعة دون أن تتلقي شباكه أهداف سيمتلك الكرة ويضغط لاعبي البايرن وإن كان سيفعل ذلك من موقع متأخر بعض الشيء في الملعب وسيكون ضغط لاعبي البارسا من منتصف ملعبهم وليس منتصف ملعب البايرن.
تمر الدقائق والبايرن لم يسجل، في ظل هذا التوتر العصبي أخطاء مثل التي حدثت في مباراة الذهاب بعد 77 دقيقة ستجد سبيلها لعقول مدافعي البايرن بعد أقل من 20 دقيقة من بداية المباراة، لو لم يسجل ميسي، سيسجل سواريز أو نيمار أو حتى راكيتيش أو داني ألفيش.
ستتعقد المباراة، ويندفع لاعبي البايرن أو ربما يقتنعون بإنتهاء المباراة فتصبح نموذج مكرر من مباراة الذهاب، استحواذ سلبي وبيب خارج الخطوط يصرخ في لاعبيه.
ربما لن يسجل البايرن أي أهداف، وقد تنتهي المباراة بهدف أو هدفين للبرسا الذي أصبح يجيد الهجمات المرتدة، عندها لن يتورع بيب في العودة لمنتصف ملعبه والحفاظ على ما تبقي من كبريائه أمام فريقه السابق والإلتفات للموسم القادم والدعاء بأن يتكفل فريق آخر بإخراج البرسا والريال في الموسم القادم من دوري الأبطال.