لقد ذهب بنفسه إليهم وهم علي أسرّتهم ، وسمع كلامهم عن قرب فأستجاب لهم في أكثر من مرة .. حيث كانت العناية بالصحة قبل مجيء فخامته غاية في الصّعوبة ، والإهمال والا مبالاة ...الأمر الذي لم يكن يخفي علي اي أحد..!
هذه القصّة لعجوز في السبعة والستّين من العمر، ولدت من حفيدتها ذات السبعة عشر ربيعا في أحد من مستشفياتنا الجهوية في الضياع في خريف 2006 ، حين جاءها المخاض علي حين غرّة ،فلم تكن قد أخذت الحيطة لأمر جلل يحكي حجم الكارثة ،والإهمال ، الذي كانت عليه مستشفياتنا قبل مجيء المرشح محمد ولد عبد العزيز في مأموريته المنصرمة ..
ففي ذلك المساء الحزين يبدوا أن القابلات ألفن المشهد حتى أصبح لا يقدم ولا يؤخر في أحاسيسهن شيئا ، ولا يشعرن بأية عاطفة مع مخاض الفتاة الأول والأخير في لحظاتها المتناهية ، وحثي أن الأخصائيين غير موجودين في ذلك الوقت ،وأجهزت الكشف الطبي والفحوص ألازمة غير متوفرة ،والمتوفر منها غير جاهزة بالمرة ..
العجوز هي من سيلد إذن..! تحمل معها جبالا من الألم .. لأنها تعي حجم المعانات ..كانت دموع تلك الفتاة ونظراتها إلي أمّها التي أحيلت الي الشبّاك لتدفع شراء الأوصال الضرورية ثم أخذت تبحث في سرّة سرّتها تحت صدرها ...لكن الأوان قد فات ..
لقد .حفرت الحادثة حفرة كبيرة كفوهة بركان في جدار الذاكرة من ذلك المشهد الذي يجعلك تتصور ما كان عليه الوضع والذي قد تقرّبه منك هذه الأبيات من شعرالتفعيلة ..:
في ساحة الضمير والإنسان حلّّت خاطرة ...
أتيت أمشي مسرعا ... خلف عجوز ولدت من قاصرة..
لدي مطــــــــــار الآخرة
يموت كل المعدمين.. في القلب قبل الذاكرة..
يعانق الفقير خلف الباب والشبّاك بالمتاجرة..
من يســـــــــــمع الأنين له...!؟
من يرفع الحنين له...!؟
يظنّ انه الفراق
يظنّ انه المساق
لكنّه بالفقر ندّ القنبلة..!
لكنّه بالموت دون السنبلة..!
لقد أنفقت الدولة الموريتانية خلال مأمورية المترشح الماضية المليارات من اجل تطوير النفاذ إلى الخدمات الصحيّة من خلال مجانية العلاج لبعض الأمراض (كالملاريا – السيدا – السل) واكتتاب 1400 عامل صحي ،
وبناء وتجهيز مستشفيات متخصصة مثل المركز الوطنى لأمراض القلب ومركز "الأنكونوحيا" لمعالجة أمراض السرطان، والذي جعل الموريتانيين يتعالجون في وطنهم بدل السفر الي دول أجنبية كانت تكلفهم وتكلف خزينة الدولة من العملة الصعبة الكثير.
لقد تم إنشاء وتأهيل مستشفى الأمومة والطفولة ومعهد الفحص عن الفيروسات المسببة لأمراض الكبد ، بالإضافة إلى بناء وإعادة تأهيل توسعة المستشفيات وتغيير مركزها القانوني بشكل يخدم صحة المواطن بشكل أفضل، وقد تم تحسين النفاذ إلى الأدوية الجيدة من خلال توسعة صلاحيّات مركزية شراء الأدوية الأساسية والمعدات والمستهلكات الطبية التى أصبحت مسؤولة عن تموين البلاد بأنواع معينة من الأدوية .كما إن توسيع التأمين الصحي بحيث يشمل عمال المؤسسات العمومية والجماعات المحلية والمهن الحرة والمتقاعدين من هذه المجموعات ومن يحل محلهم سيمكن من الآن فصاعد من التوجه نحو تكفل صحي شامل لجميع المواطنين .وأن الزيارات المتعددة لفخامة الرئيس المترشح للمستشفيات هي دليل علي انه يملك الكثير من الشفقة والرّحمة بشعبه .
سيدي محمد ولد أعليات رئيس منتدى الفكر والأدب