الاستخبارات الأمريكية تكشف أسرار بن لادن عن وثائق صادرتها بعد اغتياله

أظهرت وثائق تقول الولايات المتحدة انها صودرت من مخبأ أسامة بن لادن في باكستان ونشرت أمس الاربعاء ان بن لادن ركز اهتمامه على مهاجمة أهداف أمريكية وضغط على أجنحة تنظيم القاعدة لتجاوز ما بينها من منافسات والتركيز على تلك القضية.وكتب بن لادن في واحدة من هذه الوثائق التي عثر عليها في منزله في ابوت اباد في باكستان حيث كان مختبئا، خلال هجوم القوات الأمريكية الخاصة في الثاني من أيار/مايو 2011 ان «الأولوية يجب ان تكون قتل ومقاتلة الأمريكيين وممثليهم»، وعبر رسائل ومسودات وملاحظات وتوجيهات، تتكشف اهتمامات زعيم «القاعدة» التي تتراوح بين الشؤون الاستراتيجية والقضايا العادية.وكان مهتما بتجديد الكوادر ويبحث عن وسيلة ليتمكن ابنه حمزة الذي كان الخليفة المرجح له، حسب الاستخبارات الأمريكية، من الانضمام اليه في ابوت اباد.

 

وكتب في رسالة «الأولوية يجب ان تكون ضرب أمريكا لإجبارها على التخلي» عن أنظمة الشرق الاوسط «وترك المسلمين وشأنهم».وتوضح الوثائق أن اسامة بن لادن مهووسا وحريصا جدا على المسائل الأمنية ففي رسالة حملت تاريخ 26 ايلول/سبتمبر 2010 يعطي بن لادن أوامر دقيقة حتى تتمكن زوجته من الانضمام اليه دون مخاطر أمنية قد تنجم عن الإهمال.وكتب بن لادن في رسالته «قبل وصول أم حمزة إلى هنا يجب أن تتخلص من كل شيء بما في ذلك الملابس والكتب، وكل ما كانت تملكه في إيران» قبل أن يوضح «تم تطوير شرائح (الكترونية) مؤخرا للتجسس، وهي دقيقة الى الحد الذي يمكن اخفاؤها بسهولة في حقنة».

ويضيف «وبما أنه لا يمكننا الوثوق بالإيرانيين فانه من الممكن زرع شريحة في بعض الأغراض التي تأتون بها معكم».وتصرف بن لادن كمدير فعلي للموارد البشرية في تنظيمه، وهذا ما أظهرته وثيقة أخرى.وتبدأ استمارة التجنيد في التنظيم بطلب البيانات الشخصية المعهودة: «رجاء تعبئة الاستمارة بالمعلومات المطلوبة بشكل دقيق ونزيه. اكتبوا بخط واضح ومقروء الاسم واللقب والعمر والوضع الاجتماعي.وهل ترغبون في تنفيذ عملية استشهادية؟».

ثم يأتي سؤال آخر في الاستمارة «بمن يجب ان نتصل إذا استشهدت؟».وتظهر الوثائق ومعظمها مذكرات داخلية او مسودات لخطب لم تلق، بن لادن كرجل مهووس بالإدارة.ويدعو الى تدريب الأكثر اندفاعا، ومن يملكون أقوى القناعات الدينية وخصوصا أصحاب الشهادات الجامعية في أماكن آمنة في باكستان.وتؤكد المذكرة «يجب التحلي بالورع والصبر» مشيدة بتكتم من نفذوا اعتداءات 1998 ضد السفارة الأمريكية في نيروبي.وتضيف «كل شخص يبدي مللا او لا ينهي المهام الموكلة اليه ويغضب بسرعة، يجب سحبه من المهام الخارجية. لقد بقي اخواننا في المنزل بكينيا لمدة تسعة أشهر».

 

وتمت الإشارة إلى حالة مجند بقي فقط شهرين في صفوف «القاعدة» قبل العودة الى بلد غربي. واضاف كاتب المذكرة مبديا بعض القلق «لقد دربناه على المتفجرات وعاد (..) ولم نعرف شيئا عن أخباره بعد ذلك».وبينت الوثائق أن حمزة نجل اسامة بن لادن أكد في رسائله الى والده الذي كان يعيش معزولا في باكستان، انه كان راغبا بالانضمام الى هذا التنظيم.حمزة الذي كان يبلغ من العمر حينذاك 22 عاما، لم يكن مجندا عاديا فقد كان الابن المفضل لبن لادن الذي كان يريد ان يجعل منه وريثه على رأس تنظيم «القاعدة».وكشفت الوثائق عن رسالتين من حمزة الى والده ورسالة من والدته تدعوه الى «السير على خطى» والده، ومراسلات بين قادة التنظيم تشير إلى رغبة الشاب بالعمل على غرار والده.

خميس, 21/05/2015 - 08:47

          ​