يجمع المراقبون العارفون بالشأن السياسي على أن الزيارات التي يقوم بها رئيس الجمهورية في الولايات الداخلية، تندرج رغم حرارة الاستقبالات و حماسة الترحيب الشعبي في إطار اجتماعي واقتصادي أكثر من ما هو سياسيي.
هدف اعلنه فخامة الرئيس السيد محمد ولد عبد العزيز مرارا وتكرارا، مذكرا أنه قد حان الوقت لتحقيق حصيلة المأمورية الأولي من أجل تعزيز الفترة الرئاسية الثانية ولضمان بلوغ البرنامج الانتخابي لرئيس الدولة الذي حظي بثقة ألموريتانيين ذروة النجاح.
ومن ضمن الجواهر الاقتصادية والبيئية التي يمكن أن تحتل مكانا بارزا في الزيارة الرئاسية لولاية اترارزة، تحتل الحظيرة الوطنية لجاولينغ حيزا هاما.
مع حصيلة ايجابية على مدى السنوات الماضية ، مافتئت الحظيرة الوطنية لجاولينغ تحسن أدائها من حيث استعادة النظام الإيكولوجي البيئي وتعزيز النسيج الاجتماعي والاقتصادي معززة بنجاح كلا من هذه القدرات. اما في ما يخص آفاق التنمية فتعتبر واعدة على المدى القصير والمتوسط.
هذا ما تؤكده الحصيلة الايجابية 2009-2015 التي تميزت بالعديد من الإنجازات المندرجة في مخططها الاستصلاحي و التسييري الذي تم اعداده بدعم من التعاون الالماني والاسباني و المنظمة الدولية لحماية الطبيعة في 2012.
وعلى سبيل المثال، نذكر في هذا الصدد من بين هذه الانجازات : إعادة تأهيل وبناء طرق لفك العزلة و التسيير المحكم للمياه (12 كم بتمويل من التعاون أللألماني في اطار مشروع إنشاء وترميم البني التحتية للمحمية الوطنية لجاوليغ و تسهيل مشاريع إمداد المياه الصالحة للشرب لزيرت تاكرجنت (اكرت – منظمة استثمار نهر السنغال) وتوزيع أكثر من 20 زورق لصالح الصيادين(التعاون الإسباني).
ونعد ايضا في اطار التزاماتها ضمن التنمية القاعدية، بدعم من التعاون الاسباني بناء وإصلاح وتجهيز مدرستين في بوحجرة والزيرة و بدعم من السفارة الأمريكية بناء مركز صحي قيد الانجاز في بوحجرة.
كما تمت توسعة التمويلات الصغيرة التي تتراوح بين 150.000 و 400.000 اوقية لفائدة 44 تعاونية في 2013 مقابل 10 فقط في 2001 (المنظمة الدولية لحماية الطبيعة) مع مواصلتها في 2015 .
كما استصلحت الحظيرة الوطنية لجاولينغ حدائق لزراعة الخضروات ونظمت دورات تكوينية من اجل تعزيز المهارات المحلية ووضع نظام للري محكم ومضخات وسياج و توزيع البذور لتحسين المحاصيل.
كما انها فتحت مستودعا للأدوية البيطرية و مدجنة في اندياكو وأنشأت مساكن من أجل ايواء الصيادين وتسخير سيارة عابرة رباعية الدفع لنقل منتجات حدائق الخضروات (التعاون الإسبانية).
كما أنشأت وحدة لإنتاج الفحم من نباتات يور المتكاثرة في المنطقة والتكوين حول الأنشطة التي يجب القيام بها لمحاربة هذه النباتات (اكريت – الاتحاد الاروبي).
كما انشأت ما لايقل عن 12 مركز للترقية النسوية (صناعة تقليدية : نسيج الحصير، ودباغة الجلود).
وتتجه المحمية حاليا في إطار حماية محيطها البيئي، لإدخال وإنشاء المشاتل لتجديد الموارد الطبيعية (تاشيانت ) و أصناف الأشجار الزراعية المثمرة.
كما تمت برمجة إعادة تشجير غابات المانغروف،ذلك النظام البيئي الغني لتجديد الموارد السمكية وحمايتها من الأخطار المناخية.
وفي ما يخص البني التحتية و الامكانيات اللوجستية للمحمية نذكر من ضمن نقاط القوة الرئيسية بناء مساكن جديدة للموظفين وإعادة تأهيل المساكن الموجودة (ميزانية الدولة) ومقر محمية المحيط الحيوي العابر للحدود الواقع في منطقة الحظيرة (المنظمة الدولية لحماية الطبيعة في).
كما انه تم بناء منتزه تابع للمحمية (الوكالة الفرنسية للتعاون) واقتناء معداته (ميزانية الدولة).
كما قيم بمجهود كهربة مقر المحافظة في بوحجرة من خلال وضع 24 لوح شمسي تم تأهيلها في عام 2014 علاوة علي تجديد أسطول سيارات الحظيرة.
يمكن الجزم هنا، ان مجمل هذه الانجازات ذات الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية الايجابية الهائلة علي التنمية المحلية، اضافة الي الحصيلة المفخرة 2009-2015، تمثل علي ضوء الجوانب التوضيحية الأنفة الذكر شاهدا حيا على نجاح المحمية الوطنية لجاولينغ، تحت إشراف ادارتها الحالية والتزامها القوي لتجسيد توجهات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز.
على الرغم من تعددها وتنوعها لخلق التكامل والاندماج الاجتماعي والاقتصادي القاعدي، تكون المنشآت وانجازات المحمية ، علاوة إلى طابعها كبرهان ساطعا للاشراك في المشروع المجتمعي للرئيس و فرصة لموريتانيا للإشادة بدور الشركاء الفنيين والماليين (التعاون الالماني و الاسباني و الياباني والوكالة الفرنسية للتنمية و الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية لحماية الطبيعة و اكريت و مافا وباك ماب الخ ...) لدعمهم المتواصل والفعال الذي مكن للفريق الديناميكي للمحمية من تحقيق حصيلة محل تقدير واعتبار كبيرين لتطابق انجازاتها لجدول أعمالها ولمعايير الجودة و مراعات الآثار البيئية والاجتماعية والاقتصادية المستدامة.
محمد ولد محمد الامين.