رغبة القارئ توجه المادة الاعلامية

لا غرابة في أن تمتلأ صفحات المواقع الالكترونية بالحودث وأخبار الاغتصاب والجنس وأخبار الشواذ وعمليات القتل وأشكال الاجرام وكل ما يخرج عن مألوف القارء حتى يشد انتباهه ويزوده بما يبحث عنه دائما، وحسبك أن تقوم بنشر خبرين أحدهما يتحدث عن معلومات ثقافية وأشياء تمت للمعرفة بصلة أو للعلم وتقوم بعده نشر خبر يتعلق بالاغتصاب أو الشذوذ أو بعض الحوادث المروعة؛ حتى تكتشف من الوهلة الأولى أن الخبر الأول الذي به ثقافة وعلم ومعرفة لم يزره غير عدد أصابع اليد بينما تزدحم العيون حول تلك السخافة الأخرى وبكل جرأة، وهذا ما جعل أخبار الحوادث والاغتصاب والأمور التافهة تشد القارء ويقود القارء بدوره المادة الاعلامية للتهافت إلى الأغراض المرغوبة وهجر الموضوعات التي لا تقرء جيدا وبكثرة وبذلك تنتقل المادة الاعلامية من منابر تواكب الأحداث وتهتم بأخبار المواطن البسيط وما يحدث في محيطه من أمور تحتاج للنقاش إلى عناوين سخيفة ترعبك مطالعها، ويستحي البصر من النظر فيها،  وتستهوي كل من يبحث عن درك الرشهوات والنزوات.

إن ثقافة القارء ورغبته هي من يتحمل مسؤولية تدهور الاعلام وليس أهل الاعلام الذين يقومون بتغذية الصفحات وجمع المادة الاعلامية سوى باحثين عن رغبة قارء يجهلونه، ورغم ما يمكن أن يبعثوه من رسائل تساهم في تغيير الواقع  وما يتحملوه من مسؤولية الحالة المهينة التي يقبع بها إعلامنا إلا أن القارء يبقى هو صاحب الزمام في تغيير وجهة المادة الاعلامية.

ولا يغيب عن أذهاننا أن الاعلام في عصرنا اليوم وبفضل وسائل التواصل السريعة أصبح في صراع مع الزمن حيث أن نشر المادة الاعلامية أصبح متاحا للجميع ولم يعد للسبق مكانة، فذهب المهتمون بالخبر إلى أشياء تميزهم عن صراع السرعة ليفوزا برضى القارء على حساب سمعة إعلامهم وواقع بلدهم، ولو بالكذب والتحايل، وإدماج الاخبار العالمية بعناوين مصحفة تلعب بذهن القارء وتضله عن احقيقة حتى يهوي في الفخ.

أربعاء, 14/10/2015 - 11:49

          ​