رسالة مفتوحة الى فخامة السيد محمد ولد عبد العزيز، رئيس الجمهورية

صاحب الفخامة السيد رئيس الجمهورية،   انه لبقسم مواطن ديمقراطي حر ونزيه، وبدون أي ملائكية مغتبطة وبلا سجادة ولا هوس، لكن باعتبارات، وإرادة وروح مشاركة في إنجاح قناعاتكم الأولية من اجل رخاء الشعب الموريتاني،

 

فاني أشرف نفسي وافرض عليها توجيه لكم أخلص تهاني الحارة على الانتصار الذي حققته حكومتكم من خلال اكتشاف طبقة هامة من الماء الشروب وذلك من اجل تخفيف معاناة مواطني افجار، بلدية بوكول، بكوركول، الذين كانوا محرومين لعدة عقود بسبب عدم ملائمة الظروف الزراعية والرعوية والتهميش الذي عرفته لدى جميع الأنظمة السابقة.

 

صاحب الفخامة السيد رئيس الجمهورية،

إنني ازن بكل دقة الكلمات التي أقولها عندما أتحدث عن السخاء، لأنه ومنذ أزيد من 4 عقود كان سكان افجار تحت وطأة ضعف وقلة التساقط المطري، تدهور الأراضي الزراعية، وانعدام توفرهم على الماء الشروب مما دفع بهم إلى النزوح الجماعي عن أماكنهم. وقد استقر بعضهم على امتداد حوض كوركول، خاصة في مقاطعة كيهيدي، حيث تعتبر الظروف المناخية أكثر ايجابية، والبعض الآخر، وهو الأكثر تمسك بأقاليمه الأصلية (العقيلات)، فقد تفكك على مستواها من اجل المكوث في عدد كبير من القرى الصغيرة والضيعات على بعد كيلومترات أحيانا من أي مصدر للماء لا يبعدها بالمرة عن مناطقها الزراعية الأصلية. وليس لهذه القرى والضيعات من عوامل مشتركة سوى الفقر والحاجة وانعدام مصادر قارة للماء الشروب.   

 في سنة 2013 وبفضل إنشاء الدولة الموريتانية للوكالة الوطنية "التضامن" لمحاربة مخلفات الرق، والدمج ومحاربة الفقر، قررت 14 قرية وضيعة من افجار، مشجعتا من طرف هذه الوكالة والسلطات الإدارية الجهوية، بإنشاء تجمع سكني ضم ما بين 4.000 و5.000 مواطن من اجل إدماج مواطنيها الفقراء على طريق الرخاء والازدهار. وفي هذا الإطار، بدأت الوكالة في شهر ابريل 2014 في بناء، لصالح هذا التجمع سكني بعض البنى التحتية الاجتماعية والاقتصادية القاعدية الهامة التي تتكون من مدرسة ابتدائية كاملة، مركز صحي، مسجد ومحظرة إضافة إلى سوق صغير. وفي بداية الشهر الجاري، يونيو 2014،

وتلبية لطلب مواطني التجمع سكني ، واستجابة للنداء الذي أطلقته السلطات الجهوية، أوفدت وكالة التضامن بعثة دراسات جيوفيزية يقودها احد الخبراء البارزين في المنطقة، ممثلا في شخص الدكتور محمد الامين ولد يحيى، ولم يطل البحث حتى اكتشفت مصدر هام للماء الشروب في منطقة كان كل الناس يصفونها بألا أمل فيها. ومباشرة بعد هذا الاكتشاف، اتخذت وكالة التضامن التدابير الضرورية لتوقيع صفقة مع شركة وطنية متخصصة في الحفريات، وصلت بعد 72 ساعة إلى الأماكن للقيام بأعمال الحفرتحت الإشراف المباشر للخبير المذكور، حيث تم إنجاز2 حفرية للماء الشروب ذات منسوب كلي يتجاوز 20 متر مكعب/ساعة ومستوى ملوحة دون 0.8 ملغ/لتر ماء.

إن هذه العملية التي جرت تحت مرأى أعيني الدامعة، قد ولدت مستوى من الفرح والطمأنينة لا يعادله سوى زغاريد ورقصات النساء والرجال المصحوبين بالثناء على الله العلي الكريم، الرحمن الرحيم، وكذا التشكرات الخالصة لرئيس الجمهورية صاحب الفخامة السيد محمد ولد عبد العزيز.

واسمح لنفسي، سيدي الرئيس، بان اكتب إليكم هذه الرسالة بغية إشعاركم بشأن مشكل مزعج لطالما ظل قائما على مستوى منطقة، كانت في سالف الزمان واحدة من أولى المخازن التقليدية (العقيلات)، والتي أصبحت اليوم في عداد ماضي التاريخ.

 

وأخيرا، فاني أرجوكم، صاحب الفخامة السيد رئيس الجمهورية، تقبلوا أسمى عبارات التقدير والاحترام

 

يحيى ولد امخيطير

زراعي اقتصادي رئيسي

نائب سابق في الجمعية الوطنية

هاتف 46415799 / 22052191

بريد الكتروني: [email protected]

 

أربعاء, 02/07/2014 - 15:47

          ​