أستغرب محمد سالم ولد هيبه رئيس مجموعة أتلانتيك ميديا في تصريح صحفي تصريحات العقيد اعلي ولد محمد فال التي يذرف فيها دموع التماسيح على ديمقراطية كان أول من ناهضها، حيث أشرف بنفسه طيلة عشرين سنة وهو مدير أمن ولد الطائع على تعذيب المواطنين وزجهم في السجون وكيل التهم لهم.
فعن طريقه سجن جميع أصحاب الرأي وهجروا للمنافي، وتم استنزاف ثروات الشعب الموريتاني عن طريق المكس الذي حرمه الله ورسوله، فبدلا من أن تتفرغ الشرطة في عهده لتأمين المواطن، أصبح شغلها الشاغل إرهاقه بالضرائب وابتزازه بسلبه قوت يومه، عل ذلك يشبع نهم زعيمها، وقد صدق رسول الله عندما قال: "..لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب".
وأبرز ولد هيبه أن العقيد يضحك بتلك التصريحات على عقول الموريتانيين الذين يدركون جيدا ملابسات الإطاحة بولد الطائع التي لم يكن للرجل فيها أي دور، وإنما ابتسم الحظ له ومنح الجلوس على المقعد مجانا، وعندما استرخى عليه لم يتعفف، بل حاول بكل الوسائل أن يطيل القعود وما دعوة الناخبين بالتصويت بالبطاقة البيضاء عنا ببعيدة، حيث جند لها الرجل أزلامه وزبانيته من أجل الترويج لها، ناسيا أنها أكبر ضربة للديمقراطية، حيث تراجع عنها تحت الضغط لا تورعا ولا خيفة.
وأوضح رئيس مجموعة اتلانتيك مديا انه يفهم غضب العقيد وامتعاضه على الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي وقف له بالمرصاد ووضع حدا لحلمه بالبقاء رئيسا وإجباره على الانصياع لحكم صناديق الاقتراع والخروج من القصر الرئاسي، فكما يقال: مكره أخاك لا بطل.
مبينا أن الشعب الموريتاني يملك ذاكرة قوية، ولم يعد التلاعب به ممكنا:
فمخطئ من ظن يوما ....أن للثعلب دينا
أما فيما يتعلق بالوزير الدكتور الشيخ المختار ولد حرمه، فأوضح ولد هيبه أنه لا يخرج عن إطار المثل العربي : " إذا لم تستح فاصنع ماشئت"، فهل لدى الوزير ما يقوله بعد سلسلة المقالات التي كال فيها المديح لولد عبد العزيز، وهاجم فيها خصوم الأمس وحلفاء اليوم من زعماء المعارضة.
وعن أي انقلاب اليوم يتكلم وهو الذي حالف الانقلاب الحقيقي وزكاه، أم ان المفاهيم تتغير حسب مزاج الدكتور، فالوضع جيد عندما يرضى وسيئ عندما يغضب؟
وشكك ولد هيبه في أن يكون الدكتور مقتنعا بما يقول، وإنما هو كلام يأتي على شكل هذيان يلخص مسيرة الإحباط التي عاشها الرجل .
