العجلة التي يريد لها البعض أن لا تدور

ليس أمام الموريتانيين إلا المضي قدما في تنظيم انتخابات رئاسية في موعدها المحدد دستوريا سلفا في الـ21 من يونيو القادم، وهي مناسبة ستولد معها موريتانيا من جديد، ولادة مختلفة عن سابقاتها هذه المرة، ففي الوقت الذي يجدد فيه الشعب الموريتاني ثقته الكبيرة في الرئيس محمد ولد عبد العزيز ستكون الطبقة السياسية في موريتانيا قد تغيرت تماما، سواء من حيث الوجوه التي كانت تحتكر المشهد منذ الاستقلال إلى اليوم، أو من حيث الخطاب والبرامج والتوجهات.

 

نحن إذن أمام استحقاق سيكون له ما بعده، فلأول مرة في تاريخنا الحديث تجري الانتخابات بعيدا عن وصاية وزارة الداخلية والأجهزة التابعة لها، ولأول مرة يتنافس على كرسي الرئاسة مرشحون ينتمون لكل أطياف المجتمع وألوانه وتوجهاته، في مشهد ديمقراطي لم تعرفه البلاد من قبل.

 

وعلى ذلك يشهد قادة المعارضة التي تتخذ من المقاطعة شعارا لها، فهؤلاء شاركوا في انتخابات أشبه بالمهزلة في عقود ماضية، وكانت نتائجها معروفة سلفا، ولم يكن هناك حديث عن الشفافية ولا الضمانات التي يتحدثون عنها اليوم.

 

إن عجلة الزمان لا يمكن أن تتوقف نزولا عند رغبة فلان أو فلان، ونواميس الكون تقتضي أن الأيام لا تعود إلى الوراء أبدا..

 

فعلى السادة في المنتدى وفي غيره التعامل مع الوقائع كما هي، ومن يسعى لتصوير المشهد وفق رؤيته التي يريد كمن يحاول أن يحجب الشمس بغربال ويوهم نفسه أن الليل قد أسدل ستاره.

آتلانتيك مديا

 

خميس, 15/05/2014 - 12:28

          ​