"أمبود" أولى بأغنياء موريتانيا وتبرعاتهم من غيره ...!

خلف الهجوم المسلح الذي يشنه الكيان الصهيوني هذه الأيام على مدينة غزة إلى جانب كارثة الأمطار التي تهدد حياة أقرية "أمبود" في ولاية كوركل جنوب موريتانيا موجة حادة من الجدل والانتفادات اللاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي هنا في موريتانيا.

 

حيث أعتبر بعض المغردين أن ضحيا الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة أولى بجمع التبرعات وتقديم المساعدات وأنه يتوجب على موريتانيا حكومة وشعبا أن تقف في صفهم وقفة رجل واحد ، في حين أعتبر البعض الآخر أن المنكوبين في مقاطعة"امبود" أولى بهذه التبرعات باعتبارهم جزء لا يتجزء من موريتانيا منتقدين  ما يقدم من تبرعات لضحيا الحرب في غزة في حين أهل "أمبود " يعيشون كارثة حقيقية هنا على أرض الوطن، معتبرين أن المقارنة بين "أهل امبود" وضحايا الحرب في غزة لا محل لها وغير واردة.

 

 

والملفت للانتباه في القضية أن الافراط في التعصب للقومية العربية يكاد يودي بكيان الشعب الموريتاني وخصوصا  الطبقة المثقفة فأغلبية من يرتادون هذه المواقع الاجتماعية من القراء والكتاب والمثقفين وهم في قمة الوعي والتحضر إلا أنهم يقارنون القومية العربية بالوطنية الموريتانية وهذا خطأ كبير له مخلفاته الوخيمة على الدولة وعلى الشعب وعلى الثقافة والوحدة الوطنية والجانب الأمني الموريتاني قبل ذلك.

 

ويبقى الطريق الوسط هو السليم والأولى حيث لا ضرر ولاضرار فالأخوة في القدس أشقاء دين وقومية لكنهم ينتمون لدولة أخرى تسهر على أمرهم ولهم قضية معقدة ليست أقرب للسياسة منها للدين والقومية، بل هي أعقد من كل تلك المساحات الصغيرة، أما سكان مقاطعة "امبود " فهم جزء من موريتانيا وما يحسونه يجب أن يحسه كل الشعب الموريتاني بجميع أطيافه وألوانه ونخبه المثقفة والجاهلة، ويجب أن يقدّم على كل تبرع وكل هدية ، فعلى أولئك الموريتانين الذين يتنافسون في اكتساب ثقة الرأي العام والمواطنين البسطاء بما يشاع عنهم من سخاء في التبرع بالملايين باسم الدين والعروبة أن ينظروا نحو موريتانيا وفقرائها ومحتاجيها ومنكوبيها الكثر وأن لا يفتنوا بشهرتهم العالمية التي ينقلها الإعلام بسهولة نحو العالم، فلا أقبح من فعل أن يتصدق الغني الفاحش على فقراء الغربة ويتناسى فقراء الأهل والوطن....!

 

 

أتلانتيك ميديا

 

 

أربعاء, 16/07/2014 - 22:16

          ​