"الموريتانية" .. خطوة نحو الإصلاح

قبل سنة ونيف وصلت الدكتورة خيرة بنت الشيخاني الى قناة الموريتانية بوصفها مديرة عامة ، لتجد امامها .. مؤسسة إعلامية شبه رسمية ، تعاني مشاكل بنيوية ، فوضوية في التسيير ، وبوصلة تائهة،واروقة تخفي بين ظلماتها،ابشع صنوف الفساد والنرجسية،وفي خطواتها الأولى نحو التعرف على التلفزيون وما يدور فيه من أحداث من وراء الكاميرا ، كانت تشعر بالضيق .. والغيرة على واقع هذه المؤسسة العريقة ، وما تعانيه من ضياع .. ورغم ذلك لم تتعثر خطواتها في الوقوف على حجم المهزلة ولم ترضخ لضغوط المغرضين ممن انتفضوا في صمت لحماية "المعبد" ..نعم لقد كان الطابور الخامس يعمل ليل نهار لوقف المجس عند لحظة الاختبار ولمنعه من استدراج الفساد المستشري .. لم يكن في مصلحة البعض وضع الاصبع على مكمن الوجع ..

داخل قاعات الموريتانية ، تسارعت ضربات قلوب البعض .. مع تتالي ضربات الاصلاح ، بدأت الدكتورة المديرة العامة في ازاحة الستار عن مشهد اتراجيدي عرى الموريتانية قبل ان يلبسها ثوبا جديدا، فصل على مقاسات مختلفة ، بعد عمل دؤوب ومتواصل ليل نهار ، تطلب ذلك حضورا مستمرا طوال اوقات الدوام وخارجها.. انها مهمة صعبة ونبيلة في مستنقع .. تنتقل عدواه بسرعة لمن لم يمتثل نصائح من جربوا طرق الوقاية من عدوى الفساد ...

مضى عام ويزيد من العمل من داخل الموريتانية،استرجعت القناة بعضا من مبالغ كانت في طريقها .. الى الجيوب . .. عطلت صفقات في الخفاء ، وبأسماء مستعارة ومبررات وهمية .. اشتغلت المكنسة في حملة تنظيف شاملة .. ارتعدت فرائص الرؤوس الكبيرة وهي تذرف دموع التماسيح في وجه الة الغربلة التى لن تصم الاذان ولن تغمض الاعين وهي ترى مؤسسة بحجم الموريتانية تقضم كقطعة كعك يتقاسمونها .. سرا وعلانية تسترجع الموريتانية جزء من القها ، تدب الحياة في عروقها ... تعتدل مشيتها بعد ما كادت تترهل .. تتضح الصورة في عتمة المعركة .. تستمر الحرب على فلول ..لا تزال تطل برؤوسها .. كانت جرعة .. اولى في السنة الاولى .. ادخلت الفيروس في كمون ، شخصت مرض التلفزيون ، وقدمت أولى جرعات العلاج .. علاج لا يجب ان يتوقف قبل القضاء على المرض ..نعم تلك هي قيمة العمل البناء .. ان يستمر بنفس الوتيرة وبنفس الادوات والاساليب ، لكنها تؤكد كل يوم نجاعتها

لست هنا بحاجة الى اعادة ذكر الانجازات التى تحققت على مستوى التلفزيون ، يمكن ان نعقد مقارنة "موضعية " لحالة التلفزيون قبل عام .. وحالتها اليوم،على مستوى معدات ووسائل الانتاج .. وجودة المنتج ، ادوات تصوير ومونتاج حديثة تلبي الحاجة الماسة على مواكبة بحجم الرهان،سيارات جاهزة للقيام بالمهام دون تاخير، طاقم متكامل عزز بدماء جديدة تثبت ان استخراج طاقات شابة ومتمرسة وحيوية يشكل خطوة محورية في طريق التصحيح .. حالة عامة من الرضى والارتياح في صفوف العمال الذين يشعرون بزوال الحيف والغبن ، ووجود ارادة حقيقية في الاهتمام بهم والاستماع الى مشاكلهم وهمومهم والسعي لحلها اما المستقبل فيخبئ المزيد من هذه الانجازات

لقد شهدت السنة المنصرمة والتى كانت حبلى بالاحداث .. محكا للادارة العامة تجاوزته بكل مقايس النجاح انتخابات .. لقاءات رئيس الجمهورية بالشباب وبالشعب ، نشاطات سياسية .. من كل الوان الطيف السياسي مولاة ومعارضة .. حفل تنصيب رئيس الجمهورية ..الى غيرها .. احداث كان التعاطي معها ونقلها للمشاهدين عملا متكاملا .. جسدته الصور الناصعة ، والاصوات النقية كان انجازا متميزيا بكل المعايير فنيا ولوجستيا لقد كانت الموريتانية محط تقدير من الجميع من خلال تعاطيها مع الاحداث ، وكشفت عن مهنية في المعالجة وموضوعية في الطرح،شهد بذلك من كانوا يحشرونها فيما سبق في زاوية الاتهام والارتهان.

انتقلت الموريتانية بسرعة من اسلوب الرتابة والببغائية الى اسلوب اكثر انفتاح، ظهر في نوعية المنتج ان فلسفة جديدة بدات تطبق وان اجراءات تصحيحية بدات تؤتي اكلها .. نعم كثيرون من ذوي الاختصاص واهل الاهتمام اشادوا بالمستوى الرفيع الذي تقدمه الموريتانية لاسيما في الاشهر القليلة الماضية

على مكتب المديرة العامة للتلفزيون اليوم توضع ملفات هامة قيد الانجاز من شانها ان تحسن من ظروف العمال تنوي المديرة العامة ـ التى عبرت عن نيتها فيما سبق وانجزت لاحقا ـ تنوي زيادة معتبرة في رواتب موظفي وعمال الموريتانية.

تعتزم المديرة العامة توقيع عقود عمل قبل نهاية الشهر الجاري مع مجموعة من الصحفيين الاكفاء ممن نجحوا في مسابقة شفافة واستجابوا للشروط والمعايير المعتمدة.

تستمر المديرة العامة في سياسة الاصلاح والنهوض بالتلفزة الموريتانية على اكثر من صعيد

ان هذه الطفرة النوعية ، تؤكد الحاجة الملحة الى منح المزيد من الوقت لمن جسدت بحيوتها .. وثورتها الاصلاحية كل هذا التطور كي تكمل بناء الطريق ، الذي وصل مرحلة حاسمة ..

بقلم: الشيخ ولد حبيب

مسؤول الاخراج بالتلفزة الموريتانية

ثلاثاء, 05/08/2014 - 09:20

          ​