ما السر وراء هجوم ولد منصور على المؤسسة العسكرية؟

في تصريح سابق لجميل منصور رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، خلال ندوة نظمها حزبه بمدينة نواذيبو، أتهم الرجل المؤسسة العسكرية بالتدخل في الأمور السياسية، ووصفه بـ"الحزب السياسي الكبير".

 

 هل فات على ولد منصور أنه بوصفه للمؤسسة العسكرية "بالحزب السياسي الكبير" قد اوقد نارا سيكون حزب "تواصل " أول من سيصطلي بها ويكتوي بلظاها، وإذاكان ولد منصور بهذا التصريح الخطير قد قصد أن يزرع مواجهة قوية أو صداما ناريا داخل المؤسسة العسكرية، فإن الجيش ليس بتلك الدرجة من الجهل وحب الانتقام ويعرف كيف يرد عن نفسه إذا حان الحين.

 

كان أولى بولد منصور بدلا من أن يشن حربا كلامية ـ هو الخاسر الاول فيها ـ على المؤسسسة العسكرية التي تسهر على حماية اللحمة الوطنية،  أن يهنئ الجيش الموريتاني على ما قدم له من حرية وأمن، فولو لا الجيش الموريتاني لما بقي وجود لحزب تواصل المتابع عبر ملفات خطيرة كان يخفي فيها نيته لتخريب موريتانيا بطريقة خبيثة وبأقنعة شفافة.

 

وحري بولد منصور أن لا ينسى أن حزب الاخوان لم ير النور ولم يملك حق الترخيص في أن يكون حزبا قبل أن تؤمن له المؤسسة العسكرية فضاءا سياسيا يتحرك فيه، حتى أصبح ولد منصور رئيس حزب  سياسي له نسبة تذكر، و حتى غدا ولد منصور يقف بين جمهوره ويتشدق في المساء وفي الصباح ببطولاته الوهمية وإنجازاته الواهية، يتكلم كلام رجى الطيب اوردغان رب الاخوان وقبلتهم المثلى ، ومثالهم الأعلى، ويوهم الشعب الموريتاني أن له قدرات خارقة على تغيير موريتانيا إلى الأحسن.

 

هل غاب عن علم ولد منصور ومن يدين دينه أن الجيش الموريتاني ليس سوى أفرادا من أبناء موريتانيا اصطفوا في صعيد واحد وتحت عنوان واحد هو السهر على حماية موريتانيا وأمن شعبها ، وليس للجيش من هدف غير ذلك، وأن المؤسسة العسكرية لا تختلف عن غيرها من رموز الوطن التي يجب على كل موريتاني أن يجعلها فوق رأسه ويرفعا ويقدسها عن الإتهام والرجم بالغيب ولا يدخلها في صراع المصالح العامة ولا الخاصة، وأنها خط أحمر لا تخوّل السياسة أو رئاسة حزب لرجل أن يشفي منها أحقاده ولا أن يصلها بلهيب غضبه المنفجر.. -

 

 

أربعاء, 13/08/2014 - 14:25

          ​