الفكرة المتميزة ضمان للمستقبل المتميز

كرة القدم عموماً تحتاج إلى من يفكر لرسم الأهداف على المدى البعيد برؤية واسعة -دون إغفال الحاضر أو طمر الماضي- وهي في الغالب إنما تؤتي نتائجها عندما تصل الأفكار المتميزة مرحلة التطبيق الكلي.. لكن الكثيرين يغيب عنهم هذا الفهم العميق لكرة القدم..

من هذا المنطلق، فإن مشاركة أي فريق في أي تظاهرة قارية أو دولية، إنما يأتي كجزء من التطبيق الفعلي للأفكار المتميزة؛ وليس كلها، إذ كثيراً ما عادت هذه المشاركات بالنفع على كرة القدم في البلد المشارك، حاضراً ومستقبلاً، على المديين المنظور والبعيد..

انظروا إلى البرازيليين والأرجنتينيين، إنهم من أكثر شعوب الأرض نجاحاً في كرة القدم، لأنهم لا يغيبون أبداً عندما يتعلق الأمر بمبدأ المشاركة في أي حدث كروي عالمي، سواء كان رسمياً أو ودياً.. ذلك لأنهم يفهمون اللعبة هكذا؛ أن تشارك أكثر تنجح أكثر.. وتتطور أكثر.. وهذا جزء من التطبيق الفعلي للأفكار المتميزة..

***

بلادنا شاركت للتو في بطولة دولية ودية مشهودة، تشارك فيها دول عريقة في مجال كرة القدم، وتصوروا لو أن واحداً أو اثنين، أو أكثر من لاعبينا لفتوا انتباه عدد من أندية النخبة في العالم لتدعوه للعب في صفوفها، وهو أمر حاصل لا محالة، كم ستجنيه كرة القدم الوطنية من وراء ذلك، حينما ينمو مستوى هؤلاء اللاعبين وتزداد شهرتهم ونجوميتهم..؟ إذن لعادوا بالنفع والفائدة وقتها على مستوى نتائج المنتخب الوطني، وبالتقدم على مستوى الاقتصاد الوطني.. وكذا أيضاً على مستوى سمعة البلد وشهرته واحترامه، وتلك مسألة سيادة مهمة..

أما بدون المشاركة، من خلال اتباع سياسة "التقوقع على الذات" التي يروج لها البعض ويدعو إليها؛ قصوراً في الفكر وجهلاً بحقيقة اللعبة من خلال تجربة الآخرين، فهي التي تبقينا مخلفين دائماً عن الركب؛ إذ كل المواهب التي لدينا سوف تصاب بخيبة الأمل، ولن يذكرها ذاكر ولن يراها أحد، ولن يحترف أي من لاعبينا، وبالتالي لن يتقدم المستوى العام للكرة في بلادنا، وسنظل كما كنا ندور في حلقة مفرغة لا تؤدي بنا إلا إلى مزيد من التخلف والانكسار.

وهنا لا بد من تقديم التحية شكراً وتقديراً لرئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم السيد أحمد ولد يحي؛ هذا الرجل الذي أبى الخضوع لعقلية "الاختفاء" المتخلفة التي يدفعه البعض إليها، من خلال الضغط الإعلامي المتواصل عليه، وإنما فضل أن يطبق الأفكار المتنورة والعمل على الاستفادة من تجارب الآخرين، لضمان تطوير اللعبة وصولاً إلى مستقبل واعد لها، فتلك هي سمة الرجال الذين يصنعون التاريخ ويغيرون مسار الأحداث..

 

محمد ولد اندح 

أحد, 17/08/2014 - 08:06

          ​