الوحد الوطنية مستحيل يفرضه الواقع وتأباه الهوية...!

يعيش العالم العربي في هذه الفترة ظروفا صعبة ما بين  حروب وتشرد وقتل  وويلات إثر الثورات العربية تلك الكارثة  التي أنتجها الغرب لنهب خيرات الدول العربية بصفة غير مباشر عن طريق ما يسمونه مجلس الأمن او مجلس "امن اسرائيل" كما أحب ان أسميه وكل ما يحدث الآن من ثورات في الشرق الأوسط الجديد هو تمهيد لحفظ أمن الكيان الصهيوني بكل جرأة... 

وهنا نصل لكنه الموضوع لنقسمه إلى شطرين شطر الوطنية وهو درس من الغيب بالنسبة لنا شعب موريتانيا بكل إحترام، ولن نصل لمعناه في الأيام التي قبل البعث...

أما عن الوحدة مفهوم جديد لمعنى قديم، فمذ أربعة عشر قرنا والإسلام ينادي باتحاد الجماعة ونبذ الخلافات وذم التطرّف وكفى بالحديث دليلا "إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية" ، " والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا" .

هذا و قد نتج عن عدم فهم بعض المثقفين الوطنين وسادة الرأي الناشطين في الدفاع عن حقوق الإنسان ـ لمعنى الوحدة الوطنية تعصبا فاشلا ووخيم العاقبة على ذويه، فليست الوحدة الوطنية مفتاح باب الذريعة للإنتقام والقصاص من تاريخ فآت الشعب البريئة ولا تمهيدا كذلك للتفاضل والمنافرة بين أغصان شجرة الوطن الوافرة الظلال، ولكنها سعي للإنصاف والمواساة والتودد والتعاون وطريق لتعادل القوى والمواهب من أجل التعايش السلمي ولتسير قافلة التنمية على وتيرة ثابتة وراسخة في أذهان الشعب .

ولن تتم هذه الغاية دون شعور الفرد الموريتاني بموريتانيته وتجاوزه لأجزاء تمثل هويته في الواقع لكنها ليست كذلك في الحياة المدنية الآنية ، فلن تجد الوحدة الوطنية أذنا صاغية هنا في موريتانيا ما دام الرجل ينادي بطائفته أو لونه أو زعامته أو أصله القبلي.

يجب علي الشعب الموريتاني ان يترك خلافاته جانبا ويتوحد ويبني موريتانيا فإننا وإن كنا لا نتقاسم نفس اللون ونفس اللغة فإننا نتقاسم نفس الجغرافيا ونفس التاريخ ،نفس الماضي .,ونفس المستقبل.

فعلينا أبناء الوطن أن لا نعير أذنا لمن يزرع افكارا تفرّق جمعنا وتشتت شملنا،كماعلينا أن لا نتعب أنفسنا في طلب الحقوق لفئة معينة ما دمنا نجاهد تحت راية الوطن و وحدته، فما الوحدة الوطنية إلا مستحيل تأباه الهوية ويتطلبه الواقع بالضرورة.

 

أحمد سالم ولد يسلم ولد هيبه

 

[email protected]

أربعاء, 10/09/2014 - 10:03

          ​