رأي البديل: ما ذا لو كان اقتباس أوباما من كلام الددو أو القرضاوي؟

امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من التعليقات على واقعة استشهاد الرئيس الأمريكي بفقرة من خطاب سابق للعلامة عبد الله ولد بيه يقول فيها إنهم "يدعون للحرب على الحرب"، ففي الوقت الذي اعتبرها بعض المعلقين

 إضافة نوعية لسمعة الموريتانيين في الخارج، هاجم كتاب وصحفيو الإخوان المسلمين العلامة ولد بيه تصريحا وتلميحا، وغمزوا فيه معتبرين اقتباس أوباما من خطابه تزكية للرجل في الدوائر الأمريكية، وهي قضية تحسب عليه لا له..

يقول سيدي أحمد ولد باب رئيس تحرير وكالة الأخبار المستقلة في تعليقه على الموضوع: "تتحرك جماهير الأمة بناء على فتاوي الشيخ محمد الحسن ولد الددو ويتحرك أوباما بناء على فتوي الشيخ عبد الله بن بيه، بارك الله في علماء شنقيط لقد باتوا رموز المشهد المعاصر"..

وتغلب على التدوينة نبرة السخرية الواضحة ويحاول صاحبها الإيحاء بالفارق بين الددو وبيه، حيث يعتبر الأول عالم الجماهير الإسلامية التي تتحرك بناء على فتاويه، فيما يعتبر –تلميحا- أن الثاني عالم البيت الأبيض.

والواقع أن جماهير الأمة كما سماها ولد باب لم تتحرك يوما لا في موريتانيا ولا في غيرها استجابة لخطاب أو فتوى أو نداء من ولد الددو اللهم إن كان هذا التحرك في مخيلة الكاتب فقط.

كاتب وصحفي آخر من قيادات حزب "تواصل" هو السيد أحمد ولد الوديعة يقول في تدوينه نشرها على الفيس بوك:  "لا أعرف في أي سياق استطاع منتدى السلم ورئيسه الشيخ عبد الله بن بيه الوصول إلى قلب البيت الأبيض و"الظفر"بإشادة من السيد باراك أوباما لكني أرجح أنه من الصعب اعتبار هذه "التزكية" مؤشرا على سلامة النهج، وصلابة وأصالة الانتماء لأمة يفتك بها طغاة وغلاة ومحتلون للراعي الأمريكي نصيب وافر منهم؛ دعما وتشجيعا، وممارسة."

ولا تبتعد تدوينة ولد الوديعة في مضمونها على تدوينة ولد باب، فكلاهما ركز على أن استشهاد أوباما بكلام ولد بيه يعني بالضرورة ترويض هذا العالم الموريتاني من طرف البيت الأبيض.

وعموما فإن موقف الإخوان في موريتانيا خاصة وفي العالم الإسلامي من ولد بيه لم يفاجئ أحدا فقد أخذوا منه مسافة يوم أخذ منهم مسافة باستقالته من اتحاد علماء المسلمين الذراع الإخوانية الأكثر تأثيرا في الشارع الإخواني.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما هو موقف الإخوان لو كان استشهاد أوباما بكلام ولد الددو أو القرضاوي وليس ولد بيه..؟

و المفارقة هنا أن من أخذوا على ولد بيه هذا "القرب" من الإدارة الأمريكية هم من كانوا يهللون تحت طائراتها يوم كانت تهد البيوت على رؤوس ساكنيها في بغداد وطرابلس، وهم من كانوا يتسولون إليها أن "تعمل معروفا" وتتدخل في سوريا إلى جانب "الثوار" الإسلاميين الذين سيملأون الأرض عدلا بمساعدة الماريز وصواريخ التوماهوك..

البديل

جمعة, 26/09/2014 - 09:13

          ​