الشباب ومعضلة المشروع "بقلم السيد ول هاشم "

تتأثر النظرة للمستقبل بعوامل ذاتية، ولكنها ليست فقط مسألة نفسية وإنما ترتبط بالظروف

الموضوعية التى يعيش فيها المرء. وعندما ينظر الشباب الموريتاني  الى حال مجتمعه ويقارن ما لديه

بما عند آخرين شرقا وغربا، أو يقارن بين قدراته التنافسية العالية كشباب فى مجتمع متأخر مع

نظيره فى مجتمعات متقدمة، أو بين ما يراه حلولا جاهزة عندنا (من التاريخ أو الدين..) لكل

مشاكلنا وما يراه متحققا منها فى الواقع..، فالطبيعى أن يبحث الشاب عن تفسير لهذه المفارقات ثم

اتخاذ موقف منها، فيظهر نوع من الإنقسام النفسى/السياسى بين متفائل يأمل فى اقتراب دوره

للمشاركة فى السلطة وإحداث إصلاح . ومتشائم لا يجد أفقا أمامه ويرفض الإنخراط فى الأطر

الرسمية. وربما يؤدى ذلك الى انتقال المواجهة بين الشباب والنخبة الى مواجهة بين الشباب

أنفسهم، لأن آليات المشاركة والتمكين الرسمية لا تستوعب الفريقين معا. ولنأخذ مثلا حالة التفاعل

بين شباب يناصر التغيير وشباب يعاديه

.

حينما يصل تفكير الشاب الى طرح سؤال: من المسئول عن هذا الوضع، يظهر تجسيد آخر

للإنقسام بينهم، بين من يلوم الشباب بأنه ينقصه الطموح والمبادرة ويريد الديمقراطية حتى باب منزله

ولا يتمتع بنفس طويل فى عملية الإصلاح ويتجاهل الظروف الصعبة لمجتمعه من نقص موارد

وتاريخ احتلال وانتشار الأمية والقبلية ويقلد الغرب بشكل أعمى وسطحى، ومن يلوم الحكومة لأنها

تدفع الشباب بسلوكها وسياساتها الإستبعادية والأبوية نحو تضيق وسائل

التعبير عن ذاته وطموحه، ولا تقدم القدوة فى سيادة القانون واحترام المؤسسات وتكافؤ الفرص

وتصر على توظيف "ديكورى" للشباب لكى تطيل فى بقائها على السلطة.

والسؤال المطروح: هل نطالب الشباب بأن يشارك بكثافة أعلى فى الأطر القائمة أم نراجع

،  نوعية هذه الأطر لتشجيع الشباب على المشاركة

بقلم السيد ول هاشم

ثلاثاء, 14/10/2014 - 09:01

          ​