ماذا يريد العقيد..!؟

تتكاثر خرجات العقيد اعل ولد محمد فال الإعلامية ودعواته الانقلابية، وتحريضه المستمر على العنف والفوضى، رافعا- كما يتوهم- راية الخلاص والثورة في موريتانيا.

أضغاث الأحلام التي يسبح العقيد اعل ولد محمد فال فيها اليوم أنسته من يكون، وكيف كان، لكن الشارع الوطني ما تزال ذاكرته حديدية وبإمكانه تذكير العقيد بجزء من تاريخه غير الناصع البياض، والذي يستحيل معه أن يتحول المرء من شيطان إلى ملاك طاهر، من سفاح قاتل إلى حمل وديع.

يعرف الموريتانيون على اختلافهم من هو العقيد اعل ولد محمد فال، ويتذكرون سنوات الجمر والرصاص التي كان يقود فيها أبناءهم إلى المشانق والسجون، بسبب آرائهم السياسية فقط، ويتذكرون أيضا كيف تم حظر الأحزاب السياسية والصحف بناء على تقارير ممهورة بختم وتوقيع العقيد الذي يدعو للثورة اليوم ويدافع عن الحرية ودولة القانون والمؤسسات.!!!

والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: ماذا يريد اعل ولد محمد فال، وعلى من يعول، خاصة أن الانقلاب الذي وقع صيف 2005 جاء لاجتثاث العقيد وزمرته الحاكمة، كما أن المعارضة اكتشفت أن التعويل عليه في حراكها الماضي كان أكبر انتكاسة شهدتها خلال السنوات الماضية، أما الشارع الشعبي فلم يمنحه في الانتخابات الرئاسية 2009 أكثر من 3% فقط.

كان على العقيد اعل أن يعتذر للشعب الموريتاني عما لحق به خلال عقود الجمر والسجون والاغتيالات السياسية، بدل محاولات الظهور بمظهر الثائر المخلص.

كان عليه أن يثمن ما تحقق في موريتانيا خلال السنوات الماضية، وأن يشيد بإنجازات ولد عبد العزيز في شتى المجالات، وأولها احتلال موريتانيا مكانة دولية مرموقة لأول مرة، عبر ترؤسها أكبر تجمعات قارية هي الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية وتجمع الساحل والصحراء، وما رئاسة ولد عبد العزيز إلى جانب الرئيس الأمريكي أوباما القمة الإفريقية الأمريكية في شهر أغسطس، إلا أكبر دليل على المكانة التي باتت موريتانيا تتبوأها في المحافل الدولية، وهي أول قمة من نوعها تجمع بين القادة الأمريكيين والأفارقة.

كان على العقيد ولد فال أن يطل من شرف منزله ليشاهد كيف أصبحت عاصمة البلاد التي تركها مدينة أشباح تحيط بها أحزمة الفقر والبؤس من كل مكان، وكيف باتت مدينة حديثة تتلألأ أنوارها مع غروب كل شمس.

وهذا غيض من فيض..

كان على العقيد اعل أن يكون نزيها مع نفسه، ويعتذر للشعب الموريتاني، قبل أن يعترف بما تحقق من مكاسب لم يتحقق نصفها خلال الخمسين سنة الماضية.

أما الدعوة للثورة، والانقلابات فتلك قصة أخرى، لن يكون العقيد اعل أكبر الفاعلين فيها.

أحمد سالم ولد محمد

 

أربعاء, 22/10/2014 - 09:08

          ​