من الشعار إلى القضية ...خدعة تنخر بنية المجتمع الموريتاني!

بعيدا عن شحناء السياسة، وشجون الأحقاد الفيئوية، وسموم النعرات الطائفية، نحط  رحال القلم الصغير والكلمات الواعية لنرسم طريقا دافئا في شتاء هذا العام المليئة بالأحداث العظيمة التي تجاوز بعضها الحدود الطبيعية للصبر والخطوط الحمراء للقدرة، وعلت في خطاها المتسارعة على هيبة المنظومة العقدية والأخلاقية لمجتمع كان يعيش مستوى رفيعا من التمسك بعروة الدين والأخلاق التليدة، في كيان واحد لا يفرقه شعار ولا قضية ولا انتماء، شعب مسلم بالفطرة لا بالاضافة.

 

قبل أن ينفتح المجتمع الموريتاني على العالم الجديد و يدخل الصراع الحتمي للوجود ليذهب أشتاتا كل إلى ما يقتنع به أو ما يغلب على قناعة جماعته، حين ولد مجتمع جديد تسوسه المادة وتسيّره الحرية وتحرسه ظلال من الماضي مصابة بعمى الألوان، وأصبح المرء من فيئة وانتماء وجهة بعد أن كان من آدم وأصله من تراب.

 

دعني أناديها موريتانيا الألوان أو دولة القطع الفئوية،أو مجتمع القضايا الخاسرة، أو الربع المتعصب، أو لست أدري...! ما أناديها لتجيبني؟.

 

نظرت ببصر الغريب الحاضر والمتابع الخفي لأحداث الساحة الاجتماعية الموريتانية فعدت بصيد وفير ساكتفي منه بقضية أحسبها الأخطر تملأ الأفق وعلىيها يترتب الغالب من قادم المشاكل في ظني.

إنها بكل بساطة صناعة القضايا الشائكة والعميقة من أمور تبدو عابرة ومتجاوزة في نظر الغالب، والحق خلاف ذلك، فعلى سبيل المثال يقوم طرف ما بالوقوف خلف شعار مألوف يكون في البداية ذا طابع سياسي أو اجتماعي أو حتى ديني خالص ينصر من خلاله قضية مقبولة في العلن شرعا وعادة، وحين تبلغ القضية وتستفحل وتأخذ نصيبها من الضمان الحقوقي، يأخذ مناصروها منحى آخر لا يمت بصلة لجذور الشعار الأول ويصبون كل جهودهم وتضحياتهم في سبيل إنجاح الهدف المخفي داخل أكمة الشعارالزائف، فيصدقه ذوو الفكر المركب ويناصروه بكل ما أوتوا من قوة.

من هنا يصبح أبسط نقد أو مجادلة لأهل هذه القضية يعتبر صاحبه خارجا على سلطة المجتمع أو الدين أو معاديا لوجهة الجماعة، وعندها يتشت الجمع ويصبح من المقبول أن تخترع كل أسرة شعارا تسدّ به حاجياتها الضرورية ويصبح من يخالف رايهم خارجا على الدين أو هو صاحب شذوذ لا قرّب الله قرابته.

ولن تمضي فترة حتى ينعدم ما يسمى بالشعب الموريتاني ويولد لدينا ما يسمى  مجتمع شعارات لا يؤمن بما لا يخدم قضيته لم لا ونحن اليوم تجمعنا الصلاة والصوم و بين ظهراننا من الفتن في أفراد الأسر ما لا يحصره الحد ولا الإحصاء.

فعلا إننا على شفا جرف التشتت والانهيار إذا ما تمادت ظاهرة الشعارات أيا كان منبعها فالاسلام دين واحد والشعب واحد قضيته هي الوحدة والعيش بسلام.

 

  1. ديد نجيب
أربعاء, 12/11/2014 - 20:48

          ​