بين كيفه و بقيّة مدن الوطن سنوات ضوئية!

في كيفه وحدها لا فضل لأحد على الآخر؛ لا تفاخر بالأنساب ولا تنابزَ بالالقاب؛ أنت وحدك من تحدد مكانتك.

 

وفيها وحدها يمتزجُ اسم العربي بالعجمي ولا معرة في ذلك؛ وفيها تغلبَ السكان على العنصرية المقيتة والتراتبيّة المخجلة مبكرا،.. بيوت أهلها مفتوحة والبخل فيها عملة نادرة!

 

عرف أهلها المدنية والتحضّر وتعايشوا في سلم وحبّ وتضامن ومودّة.. يكفي أن يخاطبك أحدهم بأنه يعرفك (في كيفه) و يمكنه حينها أن يعاملك معاملة الأخ لأخيه؛

 

كيفه المدينة التي شجعت أبناءها على العمل والتعلم والتواضع وفي سوقها وحدها، يتبادل الفقيه والقاضي والضابط وتاجر المواشي والمزارع والبائع المتجول أطراف الحديث ويحتسون كؤوس الشاي دون تعالي أو دونية، وفيها تخلص الجميع من عقليات الشرائحية والفئوية قبل القوانين الرادعة وقبل أن تصبح تجارة رائجة في مناطق أخرى.

 

كيفه المدينة التي عرفت المال والأعمال والترفيه قبل قيام الدولة وتبوأ ابناؤها مناصب كبيرة في الإدارة و الجيش وتخصصوا في الطب الفلك، وكانت مهدا للقوميين والتقدميين وحملة الفكر والرأي؛ وفيها مارس الجميع الديمقراطية وحرية التعبير وكانت منطلق الثورة والعصيان في وجه الطغاة.

 

لاشيء يدفع ساكنة كيفه وأهل لعصابة عموما على النفاق والتملق ولا حب الوظيفة و الترقيات فكلهم ولد وفي فمه ملعقة ذهب إن لم تكن مالاً فهي عزة وكرامة ونخوة وشجاعة.

 

 

 

سيدي محمد صمب باي

اثنين, 13/05/2024 - 13:10

          ​