أطلال الحنين! (تدوينة)

أحيانا نتقمص الفرحْ،وقلوبنا ملبَّدة بغيوم الحزنْ هذا المساء،في هذه الدنيا،الشبيهة بالمساء!! وتحت السماء الزرقاء،وخلفي الجبال تصافح الأفقْ الذهبي.مشيت في أزقة المدينة،كعالم آثار،أتعقب ذكريات الطفولة،ورائحة الخبز،وطعم "بلبصتيك"،وصياح معزاتي الأولى والحب للمعزاة الأولى،وعيونها وقصائدي،وأصدقاء"جوجو"الذي شارك في الحرب العالمية 2،وهم يفترشون ظلال المساء،وحصاد "النبق"،وكؤوس الشاي في الكهوف،وصباحات الجمعة،وسيارة "دار السلامة" المحملة بالخضار،والمظاهرات من أجل فلسطين،على مشارف الثانوية،و28 نوفمبر قبالة دارالوالي،ورفع العلمْ،وموسيقى أقدام الجنود،ووجوهم المرفوعة نحو السماء،ودار الشباب،ودربي "المركز"و"خويندي!

ومتاجر"دانديكَ"،ودار"الجزارين"،وسمعة"السَّجاد"،وفندق"بيب ولد كبار،ولوحات"يعقوب سي"رسّْام المدينة،ومحطة"أنيدي"،ودار الريح،ومطعم"سمرقند"،والبطحة الكبرى والبطحة الصغرى،والمسجد العتيق،ودار الحكمة،وفيديو "ملاي"!! لقد فتشتهم جميعاً،"بيتْ بيتْ دارْ دارْ زنكَة زنكَة" العركوب وبغداد ولفاش والبطحة والداخلة وكرتيت "أركيبات"ولكنيبة والعدالة ومتيوه وحي الإدارة والسعادة والنزاهة والطائف والمركز وخويندي وتلكس ولعديلة والميناء والجديدة ولمغيطي!! لم يعرفني أحدْ،ولم أصافح أحدْ،أين ذهب القومْ؟؟ يقولون "جبار الا فالدنْيَ"،لكن أين منازلهم؟

أين ذهبوا؟كم أنا معتوه!! أبكي الأطلال والدِمنْ،في القرن 21،وأحاول لمْلَمَة زجاج الماضي المكسور!! وإستعادة الليالي المقْمِرة،وطعم"دهن الحر"والحساء،ومسلسل"رهينة الماضي"ومغامرات أبي الحروف و"بوليانا"أنا سعيدة!!وسكر"البكيتْ،ورمق"أدلكان"،و"ديدوح"،ولعبة"لوزار"، وكتابَ الشاملْ،وسعاد تلعب بدميتها،وقطتي صغيرة وأسمها نميرة،أستيقظت هذا الصباح،لم أره يعمل في انشراح،ما أجمل البستاني،،،،يعيش في أماني!! كلهم هاجروا وسافرو ورحلوا!! وحده الجنرال "الحسين ون"،لم يخلع البزَّة،لازال ينظم المرور،

 

وجبال "أم كريَّة،لاتزال تحرس المدينة،وبقالة التيسير،لاتزال تبيع التفاح الأخضر،والحلاق"جلو" لازال في يده المقصْ،و"بركة" لا يزال يبيع الخبز،و"الشيباني"لايزال على ماكينة الخياطة،معظم مجانين المدينة،ذهبوا إلى الله،وبقيت المدينة تنتظر مع الوطن،النفخة الأولى!!

كأن مدينتي أصبحت 3 ولايات واحدة منهم من الذكريات!! كتب 23 و 17 دقيقة في لعيون في بيت الحجارة،الذي صليت فيه أول ركعة،ورسمت فيه أول لوحة وقرأت فيه أول قصيدة،وعلى بعد مترين منه،ولدت تحت شجرة "كرون لمحادة"،أواخر ديسمبر بعيد ظهور "شامة معاوية".

ليلتكم سعيدة

 

خالد الفاظل

خميس, 27/11/2014 - 09:03

          ​